يوميات


“العالم أعطانا الساعات وأخذ… الزمن”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9 حزيران/ يونيو 2017

في المستنقع…
كل الضفادع التي حاولت، بالنقيق، أن تصبح أبقاراً…
كلها انفجرت.
كل الممالك الغنية… انقرضت عندما اكتفت بالثروة أسواراً.

10 حزيران/ يونيو2017

بمناسبة يوم ميلادي:
“سأحاول أن أكون حكيماً ، بعض الشيء ، في… السبعين !

15 حزيران/ يونيو 2017

قرار الزواج كان واضحاً على صديقي. طلب رأيي، فقلت له: إقرأ السطر الأخير من الصفحة 140 من روايتي “إلى الأبد ويوم”… “فكرة اتحاد الأضلاع،
وخروج المرأة من ضلع الرجل ، ليست سوى التباهي بالقفص”.

حزيران/ يونيو 2017

رجل شريف ذكي مثقف نظيف كاتب مناضل سجين حالم فصيح صامت رفيق صديق صبور نزق مهم. مهندس مدني حنون ووفي… هذا “علي محمد” الذي ترك مكانه بيننا، كرجل على هذه الأرض، وارتفع، في الذاكرة، كقديس في الأعالي.
كتب لي مرة، عندما كنت في لحظة سيئة،: “السمكة قبيحة من وجهة نظر المقلاة، وليس من وجهة نظر البحيرة”.
أنا حزين لغياب علي. ولا تهمني وجهة نظر الموت الذي يسيء انتقاء الراحلين.

24 حزيران/ يونيو 2017

الوطنية السورية… ألا تكون فاسداً.

26 حزيران/ يونيو 2017

سأجيز لنفسي، في هذه الحرب اللعينة، تذكّر من أساء استعمال الحياة… واقفاً وجاثياً ومنبطحاً يطلق النار ، ربما من شدة الخوف ، على أي شيء… وأعفيه من عقوبة تطلقها عليه الزهور.
سأجيز لنفسي، في هذه الحرب اللعينة، أن أدق أبواب المدينة، في الليل، وحين يفتح لي أحد ما، كائناً من كان، سأقول له/ لها: أنا أحبك.
سأجيز لنفسي، في هذه الحرب اللعينة، أن أفتح باب نعاسي … وأنام!

4 تموز/ يوليو2017

للتعزية المستدامة…
يا للأسف… “العمر الطويل” ، في بلادنا الجميلة، لم يعد أحد مشاريع علم جمال “الحياة القصيرة”.

6 تموز/ يوليو 2017

“الشجن يجب ألا يسد فتحات الناي”… ولهذا سأقرأ مجموعة قصائد في طرطوس ـ مقهى”كان زمان” سوف أذكر الحرب قليلاً ، بوصفها ذاهبة. والحياة “قليلاً” أيضاً ، بوصفها قادمة.
والحب “كثيراً” ، بوصفه أبدي.

22 تموز/ يوليو 2017

كان الخزّاف السوري، عندما ينكسر الجمال بين يديه… يصنع منه آنية للطبخ.

29 تموز/ يوليو2017

قد تبدو هذه الجملة الشحّادة: “لا تترك يدي” … فقيرة ومسكينة، وهناك مئات البدائل عنها.
قد لا تكون صالحة للتعبير عن الرغبة والحاجة، والاستعداد للرفقة والحب، وتشييد اتحاد
الدفء.
قد تغش هذه الجملة، فتوحي بخلل في ميزان العلاقة بين اثنين من البشر.
قد… وقد
وأنا أريد أن يشاركني كثيرون في محبة هذه الجملة الفقيرة،
وأنت… أنت تحديداً، على وجه اليقين .

8 آب/ أغطس 2017

سجن الدكتور فايز الفواز 16 سنة (في حقبة الثمانينات). التقيت به مؤخراً فسألته: ليش حامل هذه
العكاز؟ قال: لنكمل هذا الطريق. قلت الطريق، إلى أين؟
الثورة التي حلمت بها أخذت ربيع العمر.
والثورة التي حلم بها سواك أخذت ربيع البلد.
بعد أحاديث وصمت… أمسك بيدي، ووضعها على الجهة اليسرى من صدره. وتركني ألمس البطارية
المزروعة تحت الجلد، لتنظم المكتب السياسي…للقلب!

10 آب/ أغسطس 2017

في الذكرى العاشرة لرحيله… انتبهت أن محمود درويش كان يلثغ بحرف “السين” هذه الكلمات التي
تكفي لنلثغ بهذا الحرف جميعاً:
سنطردهم من إناء الزهور، وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل.
سنطردهم من هواء الجليل.

13 آب/ أغسطس 2017

في اليوم الأخير لمعرض الكتاب ـ دمشق… انتشرت في أروقة ورفوف المكان رائحة وداع احتفالي للأشخاص وللكتب وللزمن.

28 آب/ أغسطس 2017

“سهام” إمرأة من قرية عين البوم. لديها أحد عشر شاباً وصبيتان. ثمانية من أبنائها في الجيش، وليس لديها هاتف لتتفقدهم يومياً واحداً واحداً في الجبهات.
وكذلك ليس لديها وقت. فالأزهار والأشجار والطيور تنتظر سهام عند الفجر. وحتى الآن لم تذهب إلى أي نوع من الأطباء، أو المشعوذين.
سهام ما تزال جميلة، وعيناها الخضراوان مشعتان.
والأجمل…أنها لا تضع يدها على فمها لتخفي ابتسامتها المتعثرة ببقايا ثلاثة أسنان مكسورة.
وهكذا تكون الابتسامة إحدى مفردات ثقافة وفطرة السلام عند البشر. وسهام تستحق دزينة أخرى من الأولاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى