القيصرية في خضم النزعة العالمية
القيصرية في خضم النزعة العالمية… كي نفهم جيداً ما يجري الآن في روسيا مع جيرانها الأقربين بجعل النزعة المسماة سوفياتية نزعة غير وطنية بالمعنى التاريخي للدولة الروسية التي عاشت طويلا في ظل النظام القيصري أو النظام القومي الاستبدادي، و ما تزال نزعته على قيد الحياة حتى في أيامنا هذه، و ذلك أن الصراع الذي تقوده الآن الدولة الروسية هو النظام التاريخي لتلك البلدان الأوروبية حتى و الأمريكية و نسميه تاريخي لأن النزعة القومية للسيطرة على هذا التاريخ من خلال ثقوب واسعة في ثياب النزعتين الأوربية والأميركية فعلاً ونعني سيطرة النزعة القومية العريقة في البلدان الكبرى والصغرى أحياناً.
إن الزعيم الروسي الحالي ” بوتين ” كما هو واضح من أسلوبه الذي اختاروه للسلطة عندما اختاروه قائداً لروسيا القيصرية بعد سقوط النزعة السوفياتية التي عاشت مئة عام تقريباً، وعندما اختفت القيصرية في ظل النزعة السوفياتية للشيوعية ها هي الآن تعود إلى القيصرية العائلية أما ” بوتين ” الذي اختاروه رئيسا للجمهورية الروسية الذي تزعم إلى حد ما كفاح الرافضين للشيوعية و نجاحهم في إبعاد الحكم المسمى سوفياتي وهو بنظام ديكتاتوري بثياب ديمقراطية ذات مزاج عريق في سلطته الكامنة نحو ميول روسية قديمة اسميها في الواقع الذي حدث ذات مزاج عريق في سلطانة القيصري .
ما يجري الآن من مبررات ثورية لدولة كبرى ضد الدول الصغرى التي نجحت في استقلالها عن القيصرية المثالية عالميا وقوميا يترأسها موظف روسي ناجح خارج اللعبة ظاهرياً كما ساوت في العهد السوفياتي و ها هو يعود إلى أن يلعب دور اللعبة كرئيس عريق في ميوله القيصرية بقيادة ” بوتين ” الذي يبدو وريثاً للنظام السوفياتي ظاهرياً و هو فعلا وريث النظام القديم القيصري الناجح – حتى الآن – في أداء هذا الدور القومي لاستعادة السيطرة التاريخية في لبوس تقدمي مع وظيفة جديدة كرئيس عريق في ميوله الروسية القيصرية باستعادة السيطرة الكبرى للعائلات ذات الاعتزاز الشخصي لقيصريه هذه العائلات التي ماتزال على قيد الحياة حتى الآن .
و بهذا المعنى فإن روسيا الحالية تحارب بقوة للحفاظ على السمعة القيصرية ذات التاريخ العريق المجيد يمتزج حالياً بنزعات الحداثة التي تريد أن تتزعم المكانة الأولى للنزعات الأوروبية الحالية كمدرسة جديدة – غير الأوروبية و الأميركية – في قيادة الأمم بحروب ذات ذكاء خاص في قيادة الأمم – و لكن كيف في الوقت نفسه تتجنب حربا عالمية ثالثة …