صراع الإرادة الإلهية والحب في ‘فاوست’
صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون الجزء الثاني من كتاب بعنوان “فاوست” للشاعر والمفكّر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته، نقله عن الألمانية وقدّم له الدكتور نبيل الخوري/ أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية مع تمهيد لأنّماري شيمّْل.
وجاء الكتاب باللغتين العربية والألمانية ويتضمن قصيدة “الواحد والكل” لغوته بالإضافة إلى القسم الثاني من التمثيلية المسرحية لمأساة فاوست (1832). مع العلم أن القسم الأول من المأساة كان قد صدر في العام (1808) في إصدار سابق.
الواحد والكل عنوان القصيدة التي كتبها يوهان فولفغانغ فون غوته بعد تقدمّه في السن. ولخّص فيها فلسفته عن الصيرورة التي لا تتوقف. وبناءً على هذه الفلسفة لا يبقى أي كائن على الشكل الذي اكتسبه في وقت لاحق؛ بل إن عملية الحياة هي في حالة من التحوّل المتواصل. ينبغي للحياة أن تتغيّر وتتحوّل، ينبغي أن تكون مستعدة لأن تستسلم لعملية التحوّل الأبدي.
ويقول غوته إن هذه الحالة ليست خسارة مؤلمة وإنما “متعة”. والمهم في الأمر هو وحدة الوجود، وحدة جميع الموجودات، الروح الكونيّة، الأبدي؛
ولا يشارك الفرد في الأبدي إلّا إذا كان مستعداً للعمل على تحسين نفسه من دون توقّف. وعندما كتب غوته هذه القصيدة عام 1821 في فايمار كان هناك قدر قليل من الاستعداد لفسح المجال أمام الجديد. ذلك أن فايمار لم تكن آنذاك سوى واحدة من الدويلات الألمانية الكثيرة التي يدافع حكامها دفاعاً عنيداً عن امتيازاتهم.
وكان غوته، الذي خَبَرَ بنفسه، كوزير في خدمة الدوق، تمسُّكَ السياسة تمسكّاً عنيداً بالنماذج القديمة، يقول: “سيكون أمراً مرغوباً فيه لو استيقظ أمراء الرايخ”. لم يكن من الممكن آنذاك التحدث عن الوحدة، أما أوروبا فلم تكن في ذلك الوقت سوى حلمٍ كبيرٍ جميلٍ.