ولي العهد السعودي يثمن دور الصين في تحقيق المصالحة مع إيران
أعرب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن تقدير بلاده لمبادرة بكين بشان التقارب مع طهران وذلك خلال اتصال اجراه الثلاثاء مع الرئيس الصيني شي جي بينغ فيما يشير ذلك إلى تطور سريع للعلاقات السعودية الصينية ووصولها لمستويات متقدمة.
وقالت وكالة الانباء السعودية “واس”ان الأمير محمد شدد على أهمية العلاقات الإستراتيجية التي تجمع بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية.
ونقلت عن ولي العهد إعرابه عن “تقدير المملكة للمبادرة الصينية لدعم جهود تطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
من جانبه قال تلفزيون الصين المركزي إن الرئيس الصيني أجرى محادثات هاتفية مع ولي العهد السعودي تطرقت لطيف واسع من الموضوعات بما في ذلك دعم مواصلة المحادثات بين المملكة وإيران.
وفي 10 مارس/آذار الجاري، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وجاء الاتفاق السعودي الإيراني عقب استضافة بكين بين 6 ـ 10 مارس/اذار الجاري مباحثات سعودية إيرانية، “استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني وبالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات”.
وفي يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”.
ومن المنتظر أن يجتمع وزيرا الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان بنظيره الايراني حسين عبداللهيان خلال شهر رمضان الجاري إثر اتفاق الرياض وطهران بعد سنوات من الخصومة التي هددت الاستقرار في الخليج وساهمت في تأجيج صراعات في الشرق الأوسط.
من جانبه، أشاد الرئيس الصيني وفق الوكالة، “بدور المملكة في تعزيز تطوير علاقات بلاده مع دول مجلس التعاون ودول منطقة الشرق الأوسط”.
كما تم خلال الاتصال “استعراض أوجه الشراكة بين المملكة والصين، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات” بحسب وكالة الانباء السعودية.
ويظهر الاتصال بين ولي العهد السعودي والرئيس الصيني حجم التقارب بين البلدين وهو تقارب يثير مخاوف الولايات المتحدة التي تسعى لاحتواء بكين دوليا لكنها لم تحقق الكثير الى حد الان بل خسرت جولات خاصة في افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط.
وتمكنت الصين من اختراق المجال الحيوي التقليدي لواشنطن بتعزيز التواجد في منطقة الخليج التي مثلت لعقود منطقة إستراتيجية للأميركيين.
وسعت الصين والسعودية لتأسيس شراكة اقتصادية استراتيجية وشاملة وذلك خلال زيارة الامير محمد الى بكين او الزيارة التاريخية للرئيس الصيني الى الرياض في ديسمبر/كانون الاول الماضي وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الهامة وكذلك عقد قمتين عربية وخليجية في نهاية الزيارة.
وعززت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو في وقت سابق من هذا الأسبوع استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات في الصين بإبرام أكبر صفقتين يتم الإعلان عنهما منذ زيارة شي للمملكة.
وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول لكل من السعودية وإيران، وتربطها بهما “شراكة إستراتيجية شاملة” وبالتالي فهي تسعى لتقريب وجهات النظر بين البلدين خدمة لمصالحها ولتعزيز نفوذها وكسر محاولات الاحتواء الأميركية.
واتجهت السعودية شرقا نحو الصين وذلك على وقع توتر مع الولايات المتحدة بسبب قرار الكارتل النفطي أوبك+ خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا إضافة الى خلافات في عدد من الملفات ومحاولات جهات في واشنطن فرض ضغوط على الرياض خاصة فيما يتعلق بالملف اليمني.