أرامكو تخفض توقعات التحول الطاقي خلال ربع قرن
قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية (أكبر شركة نفط بالعالم) إن التحول الكامل للطاقة لصالح المصادر المتجددة خلال فترة لا تتعدى ربع قرن يعتبر “فكرة خيالية” وذلك في كلمته الإثنين، على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر آسيا للطاقة، الذي تستضيفه شركة “بتروناس” الماليزية (حكومية).
وأضاف أن الطلب على الطاقة في نمو مستمر عالميا، ويجب أن يواكب ذلك نمو أكبر بكثير في إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، “لكن هذا لا يحصل حاليا” في اشارة الى ان الدول لا تقوم بما يلزم لدعم التحول الطاقي نحو الطاقات النظيفة والمتجددة رغم الاستعدادات والنوايا.
ودعا إلى انتقال التحول في مجال الطاقة بشكل تدريجي، في إشارة إلى أهمية الإبقاء على المصادر التقليدية والاستثمار فيها (النفط والغاز الطبيعي)، وصولا إلى مرحلة الاعتماد على المصادر المتجددة.
وقال أن أساسيات سوق النفط العالمية من المتوقع أن تظل قوية لبقية العام الحالي، بدعم من قوة الطلب من بلدان نامية خاصة الصين والهند” مضيفا “بشكل عام، نعتقد أن أساسيات سوق النفط ستظل قوية لبقية العام”.
وتابع “على الرغم من مخاطر الركود في العديد من بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن اقتصادات الدول النامية، لا سيما الصين والهند، تؤدي إلى نمو قوي للطلب على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا هذا العام”.
وأوضح أن على الرغم من أن الصين تواجه عراقيل اقتصادية فإن قطاعي النقل والبتروكيماويات ما زالا يبديان مؤشرات على نمو الطلب.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم ومسؤولون تنفيذيون في قطاع الطاقة اليوم الاثنين إن الهيدروكربونات ستكون جزءا مهما من مزيج الطاقة في آسيا، وذلك في وقت تظل فيه القدرة على تحمل التكاليف وأمن الطاقة من الاهتمامات الرئيسية للمنطقة.
واوضح في مستهل مؤتمر آسيا للطاقة، الذي استضافته شركة بتروناس الماليزية الحكومية للنفط، إن تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفري يجب ألا يأتي “على حساب النمو الاقتصادي أو العكس”.
وأضاف “بدلا من ذلك، يجب أن تنتهز آسيا كل فرصة لإجراء المزيد من الحوار والإجراءات حول سبل التخطيط بمسؤولية لتمكين كل دولة من حقها في التنمية وتطلعات خفض الكربون”.
ويوجد في آسيا عدد من أكبر مصادر انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وقدمت البلدان الآسيوية تعهدات متباينة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتسريع التحول في مجال الطاقة، مع المطالبة أيضا بالدعم المالي الكافي من البلدان المتقدمة المصدرة للانبعاثات.
وقال أنور إن الغاز الطبيعي سيكون له دور مهم في مزيج الطاقة لماليزيا، وهي واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وقال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الاثنين خلال المؤتمر إن أوبك تتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2045 وأن يشكل النفط 29 بالمئة من إمدادات الطاقة مع زيادة حجم الاقتصاد العالمي إلى المثلين ووصول عدد سكان العالم إلى 9.5 مليار.
وشكل النفط 30.9 بالمئة من حجم الطاقة العالمية في عام 2021.
وفي أبريل/نيسان الماضي حذر الغيص، من تراجع حجم الاستثمارات العالمية في قطاعي النفط والغاز، مشيرا أن التراجع سيحدث أزمة شح للمعروض.
ومنذ 2020 ظهرت مؤشرات على تراجع الاستثمارات العالمية في صناعة النفط والغاز، بسبب تراجع أسعارهما، فيما بدأت دول أخرى تنقل استثمارات الطاقة إلى المصادر المتجددة.
وحاليا، يبلغ متوسط الطلب اليومي على النفط الخام، بنحو 102 مليون برميل، فيما تشكل حصته من مزيج الطاقة العالمي، قرابة 31 بالمئة في صدارة أشكال الطاقة.