الحفاظ على استقرار مستويات الكوليسترول في الدم قد يحمي من الخرف وألزهايمر
أكدت دراسة علمية حديثة أن التقلبات في مستويات الكوليسترول و الدهون في الدم تزيد من فرص الإصابة بالخرف ومرض “ألزهايمر”.
ووجد البحث العلمي المنشور في مجلة “Neurology”، بتاريخ 5 يوليو/ تموز الجاري، أن تذبذب مستويات الكوليسترول بين كبار السن، قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.
وعثر الباحثون أن أولئك الذين لديهم أكبر قدر من التقلبات في الكوليسترول، لديهم خطر أعلى بنسبة 19% للإصابة بمرض “ألزهايمر” أو الخرف، بينما أولئك الذين لديهم أكثر تقلبات في مستويات الدهون الثلاثية لديهم خطر متزايد بنسبة 23%.
وتعتقد الباحثة الرئيسية للدراسة سوزيت بيلينسكي، من “مايو كلينيك” في روتشستر، في ولاية مينيسوتا الأمريكية، أن نتائجها من الممكن أن تكون مفيدة.
وقالت إن التقلبات في هذه النتائج [اختبارات الكوليسترول والدهون الثلاثية] مع مرور الوقت يمكن أن تساعدنا على الأرجح في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالخرف، وتساعدنا في فهم آليات الإصابة بالخرف، وفي النهاية نكون قادرين على تحديد ما إذا كانت تسوية هذه التقلبات يمكن أن تلعب دورا في تقليل خطر الخرف.
وفي الدراسة ، جمعت سوزيت بيلينسكي وزملاؤها بيانات عن أكثر من 11500 رجل وامرأة تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكبر، لم يكونوا مصابين بمرض “ألزهايمر” أو أنواع الخرف الأخرى.
ووجد الباحثون أنه على مدى 13 عاما من المتابعة في المتوسط، فإن أولئك الذين لديهم أكبر قدر من التباين في مستويات الكوليسترول، لديهم خطر أكبر للإصابة بالتدهور العقلي.
وكان من بين أكثر من 2400 شخص أصيبوا بمرض “ألزهايمر” أو الخرف، أصيب 515 مصابا بأكبر قدر من الاختلافات في مستويات الكوليسترول بالخرف، مقارنة بـ483 من أولئك الذين يعانون من أقل اختلاف.
وجاءت هذه النتائج، بعد تعديل الباحثين لعوامل مثل الجنس والعرق والتعليم وأدوية خفض الكوليسترول.
لكن أكدت بيلينسكي أنه “لا يزال من الواضح سبب وكيفية ارتباط التقلبات في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر”.
وتعليقا على نتائج الدراسة، يقول مدير المبادرات العلمية العالمية في جمعية “ألزهايمر”، كريستوفر ويبر، إن “صحة القلب وصحة الدماغ متشابكان، وأن الحفاظ على الكوليسترول والدهون الثلاثية تحت السيطرة قد يلعب دورا في منع الخرف”.
وأوضح ويبر أن “تقلبات الكوليسترول يمكن أن تؤثر على صحة الأوعية الدموية في الدماغ، وتساهم في زيادة خطر الإصابة بالتدهور المعرفي (العقلي) والخرف، بما في ذلك مرض “ألزهايمر”.
كما أشار ويبر إلى أن الخلل الوظيفي في الأوعية الدموية في الدماغ يمكن أن يسهم في الارتباط بين تقلبات الكوليسترول ومرض “ألزهايمر”، وهذا من الممكن أن يؤثر على تدفق الدم في المخ ويزيد من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي ومرض “ألزهايمر” في وقت لاحق من الحياة.
وأضاف ويبر أن “الحفاظ على مستوى منخفض ومستقر من الكوليسترول والدهون الثلاثية قد يكون مفيدًا لتقليل مخاطر الإصابة بمرض “ألزهايمر”.
ونصح كريستوفر ويبر في هذا السياق بالحرص دائما على استشارة الطبيب الخاص أو مقدم الرعاية الصحية، في حالة الشعور بالقلق بشأن صحة القلب والأوعية الدموية أو مستويات الكوليسترول أو التدهور المعرفي.