معركة يوم القيامة: الأنفاق جهنَّم تحت الأرض والتحدّي الهائل للجيش..
معركة يوم القيامة: بات واضحًا أنّ الاجتياح البريّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة، والذي تأخر ثلاثة أسابيع، مردّه عدم استعداد جيش الاحتلال لتنفيذ المهمّة لأسباب عدّةٍ أخرى. منها وجود الأنفاق في غزّة والقطاع. الضغط الذي تمارسه عائلات الأسرى والمخطوفين، الذين تحتجزهم حركة (حماس)، والبالغ عددهم 229. إذْ أنّ المعادلة التي طرحها أبناء العائلات هي كالتالي: عدم الاجتياح البريّ قبل إطلاق سراح جميع الأسرى وإعادتهم لبيوتهم. مقابِل أطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان. وهو الأمر الذي لم ينفِه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليلة السبت في المؤتمر الصحافيّ الذي عقده مع وزير الأمن، يوآف غالانط، والوزير في (كابينيت الحرب) بيني غانتس .
علاوةً على ذلك، فإنّه في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجومٍ بري واسعٍ على قطاع غزة، فإنّ أحد التحديات التي تنتظر اجيش الاحتلال تتمثل في نظام الأنفاق واسع النطاق تحت أرض القطاع.
وذكرت حركة حماس :
من جانبها أنّها بنت 500 كيلومتر من الأنفاق تحت غزة، ولفتت تقارير في الصحافة العبرية، التي اعتمدت على مصادر أمنية وعسكرية، إلى أنّ أنفاق غزة واسعة، ويشار إليها من قبل الجيش الإسرائيلي باسم (المترو).
ومن الجدير ذكره، أنّه في أيّار (مايو) الماضي، أعطت إدارة الرئيس جو بايدن الضوء الأخضر لبيع أسلحة موجهة بدقة بقيمة 735 مليون دولار إلى إسرائيل. كما أنّه لدى الجيش الإسرائيلي مخزون كبير من ذخائر “جي بي يو-28” (GBU-28) الأمريكيّة الصنع التي صممت لاختراق أهداف محصنة في أعماق الأرض. رغم أنّ القنابل تخلف حفرًا هائلةً، ويمكن أنْ تلحق خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
في السياق قال موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ. نقلاً عن خبراء عسكريين إنّ شبكة الأنفاق التي بنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة قد تشكل أخطر التحديات أمام الجيش الإسرائيلي. إذا ما غزا القطاع بريًا.
كما تشير بعض التقديرات. إلى أنّ شبكة أنفاق حماس هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض. ومن الجدير بالذكر أنّ صحيفة (معاريف) كانت قد نشرت تقريرًا بهذا الشأن تحت عنوان (جهنم تحت الأرض، والتحدي الهائل للجيش الإسرائيليّ. هذا هو عدد الأنفاق في غزة).
معركة يوم القيامة : الأنفاق جهنَّم تحت الأرض والتحدّي الهائل للجيش..
وتشير بعض التقديرات إلى أنّ شبكة أنفاق غزة تضم ألفًا و300 نفق، ويبلغ طولها نحو 500 كيلومتر. وأنّ عمق بعضها يبلغ 90 مترًا تحت سطح الأرض.
ووفقا لبعض التقارير، فإنّ ارتفاع معظم هذه الأنفاق يصل إلى متريْن اثنيْن فقط، في حين يبلغ عرض معظمها مترين أيضًا.
ويرى بعض الخبراء أنّ حماس تحتفظ بمن أسرتهم في الهجوم الذي شنته على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، في تلك الأنفاق. التي يرجح أيضًا أنّها تستخدم لتخزين السلاح والغذاء والماء والوقود.
ويعتقد باحثون أجروا تحقيقات سابقة حول شبكة أنفاق حماس، أنّ بعضًا من قادة الحركة يحتمون داخل تلك الأنفاق.
كما يقول خبراء إنّ الأنفاق ستزيد تعقيدات سيناريو الحرب إذا ما أقدمت إسرائيل على اجتياحٍ بريٍّ للقطاع. إذ يرى المختصين أنّها تسمح لمقاتلي الحركة بالتنقل بين مختلف مواقع القتال بأمان وحرية.
من ناحيته، قال مايك مارتين، وهو خبير في شؤون الحرب في (كينغز كوليج) في لندن:
“باختصار. هذه الأنفاق تحدث توازنًا. لأنّها تحيد مزايا إسرائيل التسليحية، والتكتيكية. والتكنولوجية والتنظيمية أيضا. كما أنّها تحيد خطر انعدام القدرة على التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية التي تتطلب الفحص وفق القانون الدولي”.
وشددّ الخبير العسكريّ. على أنّه “لذلك فإنّ الجيش الإسرائيليّ يواجِه مشاكل في كلّ ما يتعلق بالعمليات العسكرية داخل المناطق المدنية. التي يمكن وصفها بأنّها قتال ثلاثي الأبعاد”. على حدّ تعبيره.
وعلى صلةٍ بما سلف. نسب موقع (ميدل إيست آي) الإخباريّ البريطانيّ لمصدرٍ عربيٍّ رفيع المستوى ومطلع على شؤون فصائل المقاومة الفلسطينية قوله. إنّ تأخير الغزو البريّ الإسرائيليّ لغزة هو جزء من حملة تضليل تهدف إلى الحصول على عنصر المفاجأة في هجوم متعدد الجوانب.
وبحسب هذا المصدر. فإنّ هذه الفصائل تتوقع أنْ تغرق إسرائيل أنفاق غزة بغاز الأعصاب والمواد الكيميائية أيضا. تحت مراقبة قواتٍ خاصّةٍ أمريكيّةٍ في إطار هجومٍ مفاجئٍ على قطاع غزة.
وعزا معلوماته إلى تسريبات من مصدرٍ أمريكيٍّ أوضح أنّ إسرائيل والولايات المتحدة تأملان في تحقيق عنصر المفاجأة من أجل اختراق أنفاق حماس وإنقاذ ما يقدر بنحو 229 محتجزًا وقتل آلاف المقاتلين التابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس).