مامن أحد منا إلا وتعرض للسرقة، حتى اللصوص، لابد وأن كثيرين منهم تعرضوا للسرقة في حياتهم أو في حياة أسرهم، وذلك لأن السرقة واللصوصية موجودة عبر التاريخ، والقصاص من السارق موجود في كل شرائع العالم.
ومصطلح (الحرامي) أو (السارق) ، اتسع من حيز (النشال)، الذي يسرق راتب الموظف من جيبه، خلال الازدحام الحاصل في حافلات النقل، إلى سارق يرتدي ربطة عنق ويتولى موقع مسؤولية ومتورط في (الفساد) ..
كل هذه النقاط تفاصيل لا أريد الخوض فيها، فالأجهزة المختصة هي المسؤولة عن كشفهم وملاحقتهم والقصاص منهم وفق القانون، الذي أريد الحديث عنه هو تبعات السرقة، وهي مسألة قد لا تلحظها القوانين في بلدان العالم، وقد لا ينتبه إليها (السارقون)، وهي مثار اهتمامي الآن !
إن سرقة محفظة من جيب مواطن من أجل الحصول على مبلغ مالي فيها، تعني بالنسبة للسارق (المبلغ المالي فقط) ، أي أنه سيأخذه ويصرفه على احتياجاته أو (ملذاته الشخصية) كما يقال في البرامج التلفزيونية، وهذا هو بيت القصيد بالنسبة له .
لكن المواطن الذي يتعرض للسرقة سيفقد هذا المبلغ، وقد يدعو الله أن يعوضه عنه، لكن المصيبة هي في الأوراق الأخرى الموجودة في المحفظة المسروقة، ويبدو أن (الحرامية) لم ينتبهوا إلى أن المحفظة مليئة بالأوراق ، وفيها هوية شخصية وبطاقة ذكية للخبز والغاز وبطاقة مصرفية وبطاقة ممارسة مهنة وشهادة سواقة وميكانيك السيارة وربما أوراق أو أرقام معاملات يتابعها المواطن ..
وهنا تكمن المصيبة، لأن على هذا المواطن أن يتورط في مشروع غير استثماري أبداً هو (تعقيب معاملات) تتعلق بالوثائق المفقودة ، ويأخذ هذا المشروع منه أسابيع طويلة، وهو يركض في الشوارع تحت الشمس أو المطر، ويتنقل من دائرة إلى أخرى، ويقف في صفوف الدور (رتلا ترادف) لمتابعة إنجاز أو استعادة مافُقد منه . رغم أن الحكومة (حماها الله من كل ضيم وفساد)، اختصرت مثل هذه الجولات والمتابعات في مكاتب لخدمة المواطن، يجلس فيها على كرس وينتظر رقمه من المذيعة الآلية، ومع ذلك سيقوم المواطن المسروق بتمضية أسابيع ليسد الثغرة التي حدثت في جزدانه !
(الحرامية) ، عن حسن نية، لاينتبهون إلى هذه النقطة، وقد يمتد الأمر إلى أي سرقات أخرى تتعلق بسرقة السيارة أحيانا أو الدراجة النارية أو الهوائية أو موتور الماء أو حتى عدادات الماء التي انتشرت في الآونة الأخيرة وتحتاج إلى معاملة لها أول وليس لها آخر..
حرام عليكم أيها (الحرامية) ، تفهموا حال المواطن، لا تقسوا عليه ، فالهم يطمره من رأسه إلى أخمص قدميه، وحاولوا ما أمكن إعادة هذه المفقودات إليه بطريقة أنتم الأقدر على ابتكارها كما تبتكرون وسائل السرقة، وعندها أنا أعتقد أن المجني عليه سينسى قيمة المبلغ المسروق، وسيسامحكم يوم القيامة عن هذا المبلغ فيما لو أعفيتموه من تبعات فقدان أوراقه .
نعم . هذه رسالة إلى (الحرامية)!
وأعتقد أنهم يتفهمون قصدي، فقد سمعت أن أحد (الحرامية) أ‘اد الأوراق لصاحبها برميها في مكتب المختار في أحد المحافظات بعد أن أخذ نصيبه، أي أن البعض منهم لديه بقايا ضمير، وحماهم الله من سرقة جزادينهم كي لايذوقوا اللوعة ..
لا تؤاخذوني إذا أسأت لكم !
الرسالة المفتوحة الثانية : إلى (العرضحالجية) !
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر