تحليلات سياسيةسلايد

“لبنان دوامة اجتاحته إسرائيل”.. باراك: مقاتلو حزب الله خبراء بحرب العصابات..

زهير أندراوس

أكّد ضابطٌ، في الاحتياط بجيش الاحتلال الإسرائيليّ، استُدعي من أجل القتال في الشمال ضد حزب الله أنّ: “الجيش لا يملك ما يكفي من الرجال أو الدبابات لتنفيذ عمليةٍ كبيرةٍ في لبنان”، بحسب ما نقلت عنه مجلة (ذي إيكونوميست) البريطانيّة.

 

بدوره، حذّر تامير هايمان، وهو جنرالٌ سابقٌ في الجيش الإسرائيليّ والرئيس الحالي لـ (معهد دراسات الأمن القوميّ)، من أنّ لبنان “دوامة اجتاحته إسرائيل من قبل”، وفقًا لما أوردته المجلة. وذكرت المجلة أنّ: “بعضهم يشكو افتقار القوات الإسرائيليّة إلى القوّة البشريّة الكافية”، موضحةً أنّ: “الجيش اضطر إلى استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بهدف الحفاظ على المستوى الحالي من الانتشار، إلّا أنّ كثيرين من هؤلاء أمضوا أوقاتًا طويلةً في الخدمة، منذ السابع من أكتوبر 2023”.

في السياق نفسه، حذّر قائد الفيلق الشمالي السابق، في الجيش الإسرائيليّ، اللواء في الاحتياط نوعام تيفون من أنّ حزب الله: “مستمر في حرب الاستنزاف”. وفي حديث للقناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، أقرّ تيفون بأنّ استشهاد قيادة حزب الله “لا يعني أنّ سكان الشمال (المستوطنين) يستطيعون العودة”.

من جهته، أقرّ رئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق إيهود باراك بأنّ حزب الله: “يمتلك عشرات آلاف الصواريخ، ومنها الثقيلة”، مشيرًا، في حديث إلى القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إلى أنّ: “كثيرين من مقاتلي الحزب هم من ذوي الخبرة، يقاتلون عند الحدود اللبنانية – الإسرائيليّة”.

في شأنٍ متصل، رأى محلل الشؤون السياسية في القناة آري شابيط أنّه: “يجب التذكّر بأنّ لبنان هو وحلٌ مغرق بالنسبة لإسرائيل، لذلك، هناك حاجة إلى إستراتيجيّةٍ واتفاقٍ سياسيٍّ إقليميٍّ”.

على صلةٍ بما سلف، وبعدما اعترف الجيش الإسرائيليّ رسميًا يوم الأربعاء الفائت، بمقتل 8 من جنوده خلال توغلهم في جنوب لبنان، وتحديدًا ببلدة العديسة، كشفت وسائل إعلام إسرائيليّة عن أنّ أغلب الضباط والجنود القتلى في الاشتباكات بجنوب لبنان، هم من وحدة الكوماندوز (إيغوز) التابعة للجيش الإسرائيليّ.

وكان الجيش الإسرائيليّ أعلن، الثلاثاء، عن أن “قوات (الفرقة98) في لواءَي (الكوماندوز) و(المظليين) و(اللواء7) المدرع، تشارك في العملية البرية المحدودة في جنوب لبنان”.

ومن الجدير ذكره، أنّ وحدة (إيجوز)، جاءت في المكان الخامس من وحدات النخبة الإسرائيليّة، وتعرّضت الوحدة لخسائر فادحةٍ في (حرب لبنان الثانية)، صيف العام 2006، حيث اعترفت بمقتل 20 ضابطًا وجنديًا على الأقل.

وبعد يومٍ واحدٍ من التوغل البريّ الحاليّ في لبنان، اعترفت الوحدة بمقتل 8 من الضباط والجنود فيما أسمته المصادر الأمنيّة في تل أبيب بالمعارك الشرسة مع عناصر (حزب الله).

وقد تمّ تشكيل الوحدة المذكورة في العام 1993 لتكون رأس الحربة في مواجهة مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، وقد استثمرت شعبة العمليات في الجيش الإسرائيليّ الجهد والإمكانيات في تشكيل هذه الوحدة، التي كانت لإعادة الاحترام للجيش الإسرائيليّ في أعقاب سلسلة إخفاقاته أمام مقاتلي حزب الله.

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيليّ في أيّار (مايو) من العام 2000 من جنوب لبنان، تمّ تكليف عناصر الوحدة بعمليات الحراسة على الحدود مع لبنان، لكن في شهر آذار (مارس) من العام 2001 أعلنت إسرائيل أنّ الوحدة تمّ استيعابها للعمل الميدانيّ المبادر في الضفّة الغربيّة، حيث يقوم عناصرها بنصب كمائن مسلحة وحواجز طيّارة على الشوارع الرئيسيّة، في مسعىً لإلقاء القبض على مطلوبين للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، بالإضافة إلى قيامها بعمليات الاختطاف والتصفية طبقًا لتوجيهات جهاز الأمن العّام (الشاباك).

ووفق موقع الجيش الإسرائيلي، فقد أعيد تأسيس وحدة (إيغوز) في عام 1995، بهدف إحداث ثورة بقدرات الجيش الإسرائيليّ في مكافحة (حزب الله)، خصوصًا على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

ووحدة (إيغوز) واسمها اختصار لعبارة “مكافحة حرب العصابات والحرب صغيرة النطاق”، فرقة خاصة من الكوماندوز، وهي تشكل، إلى جانب وحداتٍ أخرى، قوات النخبة في الجيش الإسرائيليّ، وهذه الوحدة تتبع «الفرقة98» التي تضم أيضًا وحدتَيْ (دوفدوفان) و(ماغلان). وقبل ذلك أُدخلت الوحدة تحت مظلة (لواء غولاني) حتى عام 2015.

ووفق قوانين الوحدة الحديثة، فإنّ جميع العناصر يخضعون لتدريبات (كوماندوز) مكثفة لمدة 16 شهرًا، قبل أنْ يخضعوا لتدريبٍ آخر لمدة شهرين، أيْ ما مجموعه سنة ونصف السنة.

ما تخصصها؟

وحدة (إيغوز) مختصة في خوض حرب العصابات، وتنفيذ مهام استطلاع خاصة، إذْ يخضع جنودها لتدريباتٍ بدنيّةٍ قاسيّةٍ، وفي بيئاتٍ مختلفةٍ مشابهةٍ للضفة وغزة ولبنان.

ووفق موقع الجيش الإسرائيليّ، فإن وحدة (إيغوز) تختص بالقتال في التضاريس المعقدة بحرفيّةٍ ميدانيّةٍ، وبالتمويه، وبالحرب المصغرة (حرب قصيرة المدى تكون فيها جودة واحتراف الجنديّ من المكونات الرئيسيّة التي تحقق النجاح).

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى