تحليلات سياسيةسلايد

تركيا وقطر توسّعان التعاون بحزمة من الاتفاقيات

اختتم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الخميس زيارة إلى تركيا بتوقيع 8 اتفاقيات في مجالات مختلفة من بينها التجارة والتعاون العسكري والتقني، فيما يرجّح أن تكون المباحثات القطرية التركية تركزت على إمكانية انتقال قادة حماس من الدوحة إلى أنقرة أو بعض المدن التركية.

وكان الشيخ تميم قد وصل في وقت سابق إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة لبضع ساعات واستقبله أردوغان بمراسم رسمية شارك فيها وزراء الخارجية هاكان فيدان والمالية محمد شيمشك والدفاع يشار غولر والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر والتجارة عمر بولاط والمواصلات والبنية التحتية عبدالله أورال أوغلو.

وشملت الاتفاقيات بين البلدين مذكرتي تفاهم بشأن التعاون في مجال الوثائق والمحفوظات ومجال الإعلام والاتصال واتفاقية تعاون في مجال المساعدات الإنسانية وبرنامجا تنفيذيا لعامي 2025 – 2026 في مجال الشباب والرياضة.

كما تضمنت اتفاقية تعاون في مجال النقل البري الدولي للركاب والبضائع وإعلان نوايا لتسهيل التجارة واتفاقيتين للتعاون الفني والعسكري بين وزارتي الدفاع في البلدين.

وقال أمير قطر “خلال لقائي بأخي رجب طيب أردوغان، ضمن اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية العاشر في أنقرة اليوم الخميس، أكدت على عزمنا مواصلة تعزيز علاقاتنا الاستراتيجية، بما يخدم مصالح بلدينا في المجالات كافة”.

وأضاف في منشور على منصة “إكس” “سرّني ما لقيته من حماس متبادل لتقوية شراكاتنا الثنائية وتوثيق صداقتنا التاريخية”.

وتأتي زيارة أمير قطر، بعد أن قالت الدوحة في مطلع الأسبوع إنها أبلغت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” وإسرائيل بأنها ستوقف جهود التوسط في وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن حتى يظهروا الاستعداد والجدية في المحادثات.

وبعد انتهاء الاجتماع غادر الشيخ تميم أنقرة، حيث كان في وداعه بمطار إيسنبوغا الدولي، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وعدد من كبار المسؤولين الأتراك، وفق بيان للديوان الأميري القطري.

وتنتقد تركيا إسرائيل بشدة بسبب هجماتها على قطاع غزة ولبنان ولا تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية ويزور بعض المسؤولين السياسيين في الحركة الفلسطينية تركيا بشكل متكرر.

ويرجح أن يكون أمير قطر قد بحث مع الرئيس التركي وضع قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في الدوحة وإمكانية أن ينتقلوا لإسطنبول أو أنقرة أو أي مدينة تركية أخرى.

وتستضيف تركيا بالفعل عددا من قادة حماس لكن العلاقات ساءت نسبيا مع إدارة أردوغان ظهره لجماعة الإخوان المسلمين واتجاهه لمصالحة مع النظام السوري.

وكانت أنقرة قاب قوسين من التخلي نهائيا عن دعمها لحماس قبل الحرب على غزة بعد أن دشنت مرحلة جديدة في علاقاتها مع إسرائيل، بينما اتجه قادة الحركة في تركيا إلى دمشق بعد سنوات من القطيعة واصطفاف الحركة طيلة أعوام مع المحور التركي القطري في دعم المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد.

وعززت تركيا وقطر علاقاتها منذ تولي “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا السلطة، فيما وسّع البلدان تعاونها ليشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية والثقافية والسياحية، خصوصا في ظل سياساتهما المتقاربة في دعم الإخوان والإسلاميين.

وصرح سفير أنقرة لدى الدوحة مصطفى غوكصو، في وقت سابق بأن اللجنة التركية القطرية الاستراتيجية العليا أنشأت عام 2014، وأنها تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات وخاصة في السياسة والاقتصاد والتجارة والدفاع والأمن والتعليم، مضيفا أنها حققت نجاحا كبيرا منذ إنشائها بتوقيع 108 اتفاقيات مشتركة بين البلدين.

وأشار إلى أن حجم التجارة بين البلدين زاد 5 أضعاف في السنوات العشر الماضية، لافتا إلى وجود أكثر من ألف شركة تركية تعمل في قطاعات مختلفة بقطر، وما يقرب من 200 شركة قطرية تعمل في تركيا.

وذكر أن الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا شهدت نموا ملحوظا في العديد من القطاعات بما في ذلك التجارة والسياحة والزراعة والأغذية.

وفي مجال المقاولات، قال السفير إن قيمة الأعمال التي نفذتها شركات البناء التركية في قطر حتى الآن وصلت إلى 20.16 مليار دولار.

وأضاف أن “استثمارات قطر في تركيا تعتبر آمنة ومزدهرة وناجحة، وهو يعكس ثقة المستثمرين القطريين في تركيا وبيئتها الاستثمارية”.

وحول مساهمة أنقرة والدوحة في السلام والأمن الإقليميين، قال إن السبيل الوحيد لمداواة الجراح النازفة بقطاع غزة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين.

وأضاف أن البلدين يركزان على التعاون في مجالات مثل الدعم الإنساني والاستقرار الإقليمي، فضلا عن مساهمتهما بنشاط في حل الأزمات بمواقفهما التي تشجع على الحوار والمصالحة.

وأكد أن التعاون التركي القطري في معالجة الأزمة في غزة يعمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعلاء حقوقه المشروعة وإيجاد حل شامل يلبي رغباته في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى