ما هي نتائج التوسل في الحب؟ وما هي نتائج المكابرة؟
حين يلجأ العاشق الى التوسل للبقاء مع من يحبّ هذا يعني انه وصل الى أعلى مراتب الحبّ. رغم أن صورته وتخليه عن مفهوم الكبرياء أمرٌ ينظر اليه البعض على أنه موقفٌ في غاية السلبية والضعف. في الحقيقة ان أحداً لا يلجأ الى هذه المبادرة سوى في حال كان حقاً لا يقوى على العيش دون الحبيب. وهي مبادرة صادقة لتقريب وجهات النظر مهما كانت النتائج والخسائر التي سيتكبدها الطرف المتنازل. ولكن هل يمكن هذه المبادرة الصادقة أن تصل الى نتيجة؟ الجواب في غالبية الأحيان سلبي. لأن التوسل في الحب كما المكابرة. عبارة عن تجسيد لمشاعر متطرّفة لا يمكن الطرف الآخر ان يتلقفها بايجابية، في حين ان اللجوء الى الحوار وتوضيح الأمور ونقاط الخلاف بين الثنائي والاعتراف بالأخطاء والمسؤوليات بعيداً من منطق الدراما هو الخيار الصائب، رغم أنه أيضاً قد لا يؤدي الى نتيجة ايجابية، ولكنه على الأقل يحسم الأمور.
• التوسل في الحب يزيد من مكابرة الشخص الآخر وتشبّثه بموقفه
على عكس ما يعتقد الطرف الضعيف في العلاقة، فإن الطرف الأقوى فيها لن يلاقي خطوة التوسّل والتعبير عن الحزن والفقد بشكلٍ ايجابي. بل ان ذلك سيزيد من قسوته ويجعله يعتبر الشريك السابق بمثابة ورقة رابحة في جيبه. وبالتالي يصبح إمكان تحكّمه بمشاعره أمراً سهلاً للغاية. وهذا غالباً ما يحدث، أشبه بعملية كرٍّ وفرّ بين الطرفين دون وصول الى نتيجة مرجوّة. لكن ايجابية الاعتراف بالأخطاء او التعبير عن الفقد والحرمان وان كان بطريقة اقرب الى الضعف والتوسّل. فتكمن في التعبير الصادق عن الحالة الشخصية التي يعيشها الانسان، ما يولّد ثقة مشتركة بين الطرفين دون ان توصل هذه الثقة الى نتيجة ايجابية. يكفي ان يجدا انهما يتفقان على بندٍ واحد وهو أنهما مسالمان تجاه بعضهما بعضاً وان المعركة القلبية بينهما لا تنذر بحقدٍ او كراهية او توعّدٍ سلبي. وهذا ما يعكس إمكان تلاقيهما على نقاط مشتركة كثيرة، وربما اللحمة في المستقبل.
• المكابرة خاسرة دائماً إلا…
عادةً ما توصل المكابرة بين العشاق الى بناء المزيد من الأسوار والتي تنتهي عادةً بنسيان بعضهما بعضاً. سوى في حال تنازل احدهما للآخر. والمكابرة تغذّي مشاعر الكراهية والحقد والرغبة في الأخذ بالتأر معنوياً من خلال تمني ملاقاة حبّ جديد والنجاح في علاقة من شأنها أن تلغي أثر العلاقة القديمة. ولكن يمكن أن تكون المكابرة استراتيجية ناجحة في حال اتسمت شخصية احد طرفي العلاقة بإمكان طرح تنازلات شخصية والتضحية لأجل استمرارية العلاقة. في حين لم تتعدَّ أهداف طريقة تعامل الطرف المكابر مع شريكه حدود الاستفزاز لحضّه على التنازل. ولكن عادةً ما يزيد المكابر من كبريائه في حال وجد ضعفاً يعتري موقف الآخر. وهكذا تنتهي العلاقة ضحيّةً لاستعراضات لا معنى لها في قاموس الحب.