الى الأمام …!!
الى الأمام …!! تسبح الكلمات في فضاءات مخيلتي باحثة عن مرسى آمن تحط فيها رحالها المنهكة من التلاطم والتخبط .. فلا تجد إلا الغرق مصيراً لها في أعماق ذاكرتي التي تبتعلها محاولة خنقها والتخلص منها .. خوفاً مما قد تسببه إن هي رست على شواطئ مازالت خاضعة لخفر العقل وخنّاق الفكر ومعتقلي الكلمة … حالي حال كل من تسول له نفسه التفكير بمنطق، والدعوة لتعقل وعقل في زمن التهمت فيه فوضى الحرب وجنون القتل الأخضر واليابس مما تبقى من منطق وعقلاني وانساني.
مازال زمن كم الأفواه واعتقال الفكر ساري المفعول في بلاد حاولت تحطيم قيود الفكر وتحرير الكلمة … ومازالت أمكنة خلف الشمس متوفرة بكثرة، ويتم فيها تهيئة أماكن أوسع وأرحب لاستقبال وافدين جدد، سولت لهم نفسهم التفوه بما لا يرضي المتحكمين بمصير الشعب وسارقي أحلامه، وتجار دمه .. وما زالت الحرقة تلسع حناجرنا، والغصة تحرق قلوبنا بعد أن تاهت نداءاتنا وأصواتنا بين كراسي السلطة وتجار الدين .. وبين تجار الوطن وكراسي المتسلقين ..!!
فاليوم بات صندوق الانتخابات واقعاً حقيقياً ملموساً طالما حلم به الشعب ودفع ثمنه مئات آلاف الشهداء والمعتقلين وملايين المهجرين…. ليمارس الديمقراطية التي ما زال يدفع ثمنها غالياً.. ولكن في داخله رهاب من اختيار لم يعتد عليه ، وخوف من رقيب صندوق يملأ التقارير الأمنية علناً، ويمارس الترهيب خفية ضد كل من تسول له نفسه التفكير بخيار جديد.. لعبة مكشوفة له ولكن لا يجرؤ على البوح بانتقاداته، وإعلان رفضه لسياسة استحماره لأن أماكن خلف الشمس ما زالت بانتظار وافدين جدد .. وخفر العقل يلوحون له بتقاريرهم الأمنية مكشرين عن أنياب بارزة وضحكات صفراوية .. !!
وفي المعقل الآخر خفر الجلابيب واللحى .. مشهرين سيوفهم الصدئة وأفكارهم المهترئة يعيثون في العقل فساداً وفي البلد خراباً يكبلون العقول باسم التحليل والتحريم ويسفكون الدماء باسم الدين الرحيم .. كمن يدفع من اختار البقاء هنا إلى انتقاء السيء خوفاً من الأسوأ ..
الى الأمام….
واقع يفرض نفسه على شعب نظر حوله ليرى أن كل ما حصل له، واستباح دمه ودمر بلده هو مجرد زوبعة في فنجان .. فطريقك مسدود مسدود مسدود .. يا ولدي …إلى الآن …
هذه ضريبة بلاد العربان .. أن تبقى من الحرية والديمقراطية عريان .. حتى ترضى عليك بلاد العم سام …..!!
رغم ذلك يكفيك شرف المحاولة …. والى الأمام !!!!!
30.04.2014