بين قوسينكتاب الموقع

ابريق الزيت ..

ابريق الزيت .. كنت أتأمل أن يكون مقالي السابق هو الفصل الأخير من مسرحية الضربة الأميركية على سوريا .. لنغلق الستارة على نهاية مسرحية القتل والموت في سوريا، معلنين فتح ستارة الحل السياسي الديبلوماسي، مبتدئا” مشهده الأول في مؤتمر  جنيف 2.

واليوم بينما أنا أتساءل عن فكرة لمقالي هذا الأسبوع ، لم أجدني أكتب سوى عن تبعات الضربة العسكرية على سوريا مستذكرة قصة ابريق الزيت التي لا تنتهي ….. !!

فالضربة أصبحت كالعصا التي ترفعها أميركا في وجه النظام السوري، وتلوح بها من بعيد .. من خلال تصريحات مستر اكس من البيت الأبيض، والسيد واي من مجلس الأمن القومي الأمريكي، والسيد أو من باريس وبخ من ألمانيا .. وعين وغين وسين وصاد من بلاد العربان .. !!!

أما ما يحدث اليوم من حرب معلنة بين داعش، أي دولة العراق والشام الاسلامية ، وبين الجيش السوري الحر في شمال سوريا، فما هو إلا انتقال الصراع في سوريا إلى مستوى جديد بعد الضربة .. لا يمكن إدراك تبعاته إلا من خلال ما بدا

واضحاً من رغبة دولية وعربية وإعلامية من حرف الثورة السورية عن مسارها الأساسي في حربها ضد النظام، وتحويل الصراع الى اقتتال داخلي بين كتائب إسلامية متطرفة ممولة من القاعدة، وبعض رجال الأعمال الخليجيين الداعمين لدولة

الخلافة الاسلامية ، وبين العناصر المنشقين من الجيش السوري النظامي، وبعض الشباب العلماني الهادف الى تحرير البلد من ىنظام استبدادي لبناء نظام ديمقراطي ..
هذا ما يمكن أن نسميه تآكل داخلي ذاتي .. فما داعش والنصرة ولواحقها إلا عبارة عن سرطان بات يفتك بجسد الثورة السوريةويبتلع أبناءها ويجعلهم وقوداً لمحاربة القاعدة .. والهائهم عن هدفهم الأساسي وهو اسقاط النظام ..

ليكون السؤال التالي ماذا بعد ؟؟؟

على ما يبدو بالنسبة لي، فقد بدأت بوادر المخرج السياسي للأزمة السورية بإخراج روسي أميركي، تأخذ تشكيلها الأولي من خلال إجبار الأطراف المتصارعة بالسير الى جنيف 2 .. وتركيز الصراع المسلح في الشمال السوري بين الكتائب الاسلامية والجيش السوري الحر، وترك قوات النظام الرسمي التركيز على الحفاظ على المواقع الاستراتيجية له ، من خلال عمليات كر وفر مع المسلحين ..
مرحلة خلط أوراق جديدة على حساب مزيد من الدمار والدم السوري ولكن لمصلحة من ؟؟
فالرئيس السوري سينهي ولايته في حزيران 2014 وكل المعطيات تشير إلى عدم حدوث أي تغيير حكومي قبل هذا التاريخ، والاكتفاء بمطالبات ومناقشات ولقاءات بات عمرها اليوم يزيد عن سنتين ونصف .. وستستمر بين صد ورد حتى موعد
الانتخابات الرئاسية المقبلة .. بالتأكيد ما يحصل وما حصل هو لمصلحة جميع القوى المتصارعة على أرض سوريا …. إلا الشعب السوري  ..!!!
ليكون مقالي اليوم هو قراءة مبسطة في واقع معقد .. بانتظار بجعة سوداء جديدة غير الضربة، تقلب المعادلة لمصلحة الشعب …. !!

23.09.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى