الأسد يتهم دول غربية وأخرى في المنطقة باستغلال أوضاع اللاجئين السوريين أبشع استغلال وتحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة ويشكر روسيا وإيران على دعمهما لبلاده.. ودمشق تكشف عن ضغوط أمريكية على مصر والإمارات لمنعمها من المشاركة في المؤتمر
اتهم الرئيس السوري بشار الأسد دولا غربية، وأخرى في المنطقة، باستغلال أوضاع اللاجئين السوريين “أبشع استغلال وتحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة وقال الرئيس الأسد في كلمة عبر تقنية الفيديو في افتتاح “المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين”، المنعقد بقصر الأمويين للمؤتمرات في العاصمة دمشق، الأربعاء: ” قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقا من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب، وفي منطقتنا، أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة “.
وأضاف: “موضوع اللاجئين في سورية هو قضية مفتعلة، فتاريخ سورية ولقرون مضت يخلو من أي حالة لجوء جماعية. وبالرغم من أن سورية عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة حتى نهاية ستينيات القرن الماضي، إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هرباً من الاضطرابات والأزمات المختلفة، لا العكس “.
وشكر الرئيس السوري حلفاء سورية، وتقدم “بالشكر الجزيل للأصدقاء الروس على ما بذلوه من جهد كبير وعمل دؤوب لدعم انعقاد هذا المؤتمر بالرغم من المحاولات الدولية لإفشاله. كما اتوجه بالشكر للأصدقاء الإيرانيين على ما بذلوه من جهود في هذا الشأن وما قدموه من دعم حقيقي ساهم في التخفيف من وطأة الحرب وتبعات الحصار “.
وأشار الأسد إلى أنه بالإضافة “للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة فإن، العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأمريكي وحلفائه، تعيق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية وأوضح الرئيس الاسد أن” الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، راغبين في العودة إلى وطنهم، لأنهم يرفضون أن يكونوا “رقماً” على لوائح الاستثمار السياسي و/ورقة/ بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم “.
واتهم الاسد مجدداً الولايات المتحدة وتركيا بدفع السوريين إلى الخروج الجماعي من سورية، و ” ولأن الظروف الموضوعية لا تدفع باتجاه خلق حالة لجوء كان لا بد من قيام الأنظمة الغربية بقيادة النظام الأمريكي والدول التابعة له في جوارنا، وتحديدا تركيا، من خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية لتكون مبررا للتدخل في الشؤون السورية ولاحقا لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلا من مصالح شعبها “.
وتابع الرئيس السوري: “كان نشر الإرهاب هو الطريق الأسهل والذي ابتدئ العمل به من خلال تأسيس تنظيم /الدولة الإسلامية الإرهابي/ في العراق عام 2006 برعاية أمريكية والتي انضمت خلال الحرب في سورية إلى شقيقاتها كالإخوان المسلمين والنصرة وغيرها وقامت بتدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء وشل الخدمات العامة ونشر الرعب ودفع السوريين للنزوح عن وطنهم”.
وانطلق المؤتمر في وقت سابق اليوم، ويستمر يومين، بمشاركة ممثلين عن روسيا وإيران ولبنان والصين، كما سيلقي مسؤولون عرب كلمات عبر دائرة الفيديو.
وكان رئيس اللجنة التنظيمية، معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، قال في كلمة افتتاحية أمام المؤتمر: “مؤتمرنا اليوم يهدف إلى استكشاف السبل التي ستوفر الظروف المناسبة لعودة اللاجئين إلى سورية “.
قال أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية السوري، إن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا على مصر والإمارات لمنعهما من المشاركة في المؤتمر الدولي للاجئين بدمشق، لافتًا إلى أن أبو ظبي أحجمت عن المشاركة في اللحظات الأخيرة برغم إعلانها بشكل مسبق واتهم سوسان دولاً، لم يسمها، بالهجوم على المؤتمر “مستغلة الظروف الانسانية وأوجاع اللاجئين لأجندات سياسية.
وقال: “نوجه رسالة لكل السوريين في خارج حدود الوطن: سيجدون القلوب، قبل الأبواب، مشرعة لاستقبالهم وقال سوسان “نحن نأمل أن تكون لنا علاقات طيبة مع جميع الدول خاصة العربية، ولكن هذه العلاقات كالزواج يجب أن تكون برغبة من الطرفين وحول دور الجامعة العربية اعتبر سوسان أن “الجامعة العربية ميتة.. وإكرام الميت ترحيله”.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية