إفشال “الهدوء المجّاني” .. استراتيجية أم تكتيك لحركة حماس؟
ما الذي قصده رئيس إقليم الخارج في حركة حماس خالد مشعل وهو يصرّح بالعمل على إفشال ما أسماه بالهدوء المجاني الذي تسعى اليه إسرائيل؟
مشعل أثار الانتباه على أكثر من صعيد مؤخرا وهو يقترح في تصريحات منقولة عنه بأن أيام شهر رمضان المقبلة حبلى بالمفاجآت.
لكن لا يوجد تصور محدد عن تلك المفاجآت باستثناء أن لها علاقة مباشرة بجاهزية الجناح العسكري لحركة حماس للتعامل مع أي تطورات عسكرية من الجانب الإسرائيلي أو تصعيد من أي نوع له علاقة بالوضع الأمني المنفلت بالضفة الغربية أو حتى بعدوان جديد على قطاع غزة.
المعلومات من داخل حركة الجهاد الاسلامي تحديدا والتي حصلت عليها رأي اليوم تشير الى ان تنظيمات الجهاد الاسلامي وضعت في حالة نفير قصوى وهي صيغة عسكرية تعني الاستعداد للاشتباك مع قوات الاحتلال وفي مسارين الاول هو اعداد منصات اطلاق صواريخ من طراز يصل مداه الى 80 كيلوا مترا والثاني هو الجاهزية للاشتباك برا مع دوريات عسكرية اسرائيلية اذا تطلب الامر.
لا يزال العنصر الجديد في مقايسات الجهاد الاسلامي الذي اقام عرضا عسكريا لافتا في مخيم النصيرات امس الاول هو التشبيك مع مسلحين تستهدفهم اسرائيل من كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح حيث سبق لرأي اليوم ان اشارت الى ان الجهاد الاسلامي اقام غرفة أمنية للتنسيق مع كتائب الاقصى خصوصا في جنين ونابلس.
مصادر واثقة الاطلاع تحدثت عن ضغوط تمارسها القيادة السياسية لحركة حماس في الاستعداد للاشتباك مع العدو رغم التهديدات التي اطلقها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي.
ويعني ذلك بأن الاستناد الى ما يجري في القدس والمسجد الاقصى وإعلان الاستجابة بجاهزية اطلاق صواريخ من جهة كتائب القسام هو الخيار والسيناريو الذي يفضله اليوم القادة السياسيون لحركة حماس.
وبالتالي هو ما يبرر كلام مشعل عن إفشال مخطط الهدوء المجاني او عن مفاجآت شهر رمضان.
تلك المفاجآت يبدو ان لها علاقة بأطراف اقليمية ستدعم حركة حماس في حال إندلاع مواجهة والمعطيات تشير الى ان الجناح العسكري في الحركة ليس متحمسا جدا للانطلاق بعملية عسكرية الان لكن لديه الجاهزية الكاملة في حال الوصول الى قناعة مشتركة مع الجناح السياسي.
وما يرد من المستويات العسكرية هو الاشارة الى ان اي ساعة يتم تأخير الاشتباك العسكري فيها ينظر لها الجناح العسكري باعتبارها منجزا ويمكن الاستفادة منه.
ولكن اذا ما حصل توافق مع الجناح السياسي على ضرورة الاشتباك وعدم انتظار تصعيد مباشر من جانب الاسرائيليين فالبنية العسكرية مستعدة لتسجيل المفاجآت والاشتباك بكل ما تعنيه المكلمة من معنى وسط معطيات تشير الى ان اطرافا جديدة تنضم لمواجهة في الضفة الغربية هذه المرة.
ومن بينها لا أبرزها قوات التنسيق المسلحة بين كتائب الاقصى والجهاد الاسلامي التي كثفت بوضوح من حضورها في بعض مخيمات الضفة الغربية مثل مخيم جنين ومخيم النصيرات وغيرهما.