
موقف لا يُنسى بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي العهد
في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، وفي زمن كانت فيه سوريا تمرّ بأشد فصول أزمتها، تجلّى الموقف الأخوي والنبيل للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في صورة دعم واضح وصريح للوقوف مع الشعب السوري، أرضًا وحكومة، في وجه العقوبات الغربية الجائرة ، ولا سيّما تلك المفروضة من الإدارات الأمريكية السابقة المتعددة .
لقد حملت المملكة راية الأخوّة العربية الأصيلة، مدفوعة برؤية استراتيجية وإنسانية في آنٍ معًا، لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي ضمن الأسرة الدولية. فقد كان الموقف السعودي، خصوصًا على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واضحًا في دعوته إلى إنهاء العزلة الدولية المفروضة على سوريا، والعمل على رفع العقوبات التي أرهقت الشعب السوري، وحرمت البلد من فرص التعافي وإعادة البناء، والذي اخذ على عاتقه الشخصي باستعمال ثقله السياسي والدولي في اعادة سوريا شعبا وحكومة إلى وضعها الدولي الطبيعي قبل نظام الاسد البائد .
وفي هذا السياق، لعبت القيادة السعودية دورًا محوريًا داخل الأروقة الدبلوماسية الدولية، حيث دافعت بقوة عن حق سوريا في استعادة سيادتها السياسية والاقتصادية، وشدّدت على ضرورة فصل العمل السياسي عن معاناة المدنيين.
وقد وُثّقت مساعٍ حثيثة قامت بها المملكة في الأمم المتحدة، وفي المحافل الدولية الأخرى، لتوضيح التأثير السلبي للعقوبات، ولحث المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، على إعادة النظر في تلك السياسات.
إن السوريين، قيادة وشعبًا، لن ينسوا لحظة الموقف الحازم والكريم لسمو ولي العهد، الذي بادر بطلب صريح خلال اجتماعاته رفيعة المستوى، بإزالة اسم سوريا من لوائح العقوبات الأمريكية، وتسهيل اندماجها مجددًا في المنظومة الإقليمية والدولية. وقد لاقى هذا الطلب ترحيبًا سياسيًا وشعبيًا واسعًا، وتمت قراءته كإعلان صريح عن نية عربية صادقة بفتح صفحة جديدة عنوانها لمّ الشمل، ووحدة المصير، والدفع نحو الاستقرار.
وقف سمو الأمير محمد بن سلمان، بكل ما يمثّله من ثقل سياسي وتأثير دولي، ليعلن أمام الجميع أن عودة سوريا إلى الحضن العربي ضرورة لا خيار، وأن معاناة السوريين لا يجوز أن تكون ورقة في صراع المصالح الدولية. هذا الموقف النبيل أثبت أن المملكة لا تبحث عن نفوذ أو مكاسب، بل عن استقرار حقيقي يصب في مصلحة الشعوب والأوطان.
اليوم، ومع انفتاح أفق الحلول السياسية وعودة الحراك العربي تجاه دمشق، تظهر بوضوح آثار الموقف السعودي على الأرض، سواء من خلال المبادرات الاقتصادية أو عبر الدعم السياسي المتواصل. وقد باتت السعودية صوت العقل والاتزان في الملف السوري، تمامًا كما أرادها خادم الحرمين وولي عهده.
إنها لحظة تاريخية محفورة في الذاكرة، حيث امتزجت الأخوّة بالقيادة، والحنكة السياسية بالشهامة العربية. لحظة سيذكرها السوريون كما السعوديون، بامتنان وإجلال، كرمز لانتصار الروابط العميقة على العزلة والإقصاء.
شكراً من القلب إلى المملكة العربية السعودية ملكاً وولي عهد وحكومة وشعبا طيبا عريقا ً.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة