الذكاء الاصطناعي يُرسخ التحالف بين الرياض وواشنطن

توقيع اتفاقيات وصفقات بيع بقيمة 270 مليار دولار خلال مؤتمر الاستثمار الأميركي السعودي المنعقد في واشنطن.
شهدت واشنطن اليوم الأربعاء تدشين فصل جديد في التعاون مع الرياض عبر توقيع وثيقة شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتزامنت هذه الخطوة النوعية مع إعلان الرئيس دونالد ترامب عن توقيع اتفاقيات وصفقات بيع واستثمار ضخمة بقيمة تبلغ نحو 270 مليار دولار خلال مؤتمر الاستثمار السعودي – الأميركي، مما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح المحور الاستراتيجي الجديد الذي يدفع عجلة التحالف الاقتصادي والتقني بين البلدين.
ويعكس حجم الصفقات الضخم ثقة المملكة في متانة الاقتصاد الأميركي وحرصها على الاستفادة من الفرص الاستثمارية في السوق الأميركية، وفي المقابل، ثقة الولايات المتحدة في جاذبية السوق السعودي.
وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية أن البلدين وقعا على وثيقة شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، على هامش المنتدى. وتساهم هذه الاستثمارات في تعزيز النمو والازدهار الاقتصادي لكلا البلدين، حيث تدعم البرامج التنموية في المملكة وتخلق فرص عمل في الولايات المتحدة.
وتدل هذه الشراكة على أن الذكاء الاصطناعي أصبح محوراً جديداً وهاماً للعلاقة السعودية الأميركية، حيث تستثمر المملكة مواردها الهائلة، المال والطاقة والموقع، وتستفيد من الميزة التكنولوجية، في إطار استراتيجي يخدم المصالح المشتركة ويتجاوز مفاهيم الشراكة التقليدية.
وفي سياق متصل قال الرؤساء التنفيذيون لشركات أدفانسد مايكرو ديفايسز (إيه.إم.دي) وسيسكو سيستمز وهيوماين السعودية الناشئة للذكاء الاصطناعي الثلاثاء إنها ستنشئ جميعا مشروعا مشتركا لبناء مراكز بيانات في الشرق الأوسط وحصلت على أول عملائها.
وقال طارق أمين الرئيس التنفيذي لشركة هيوماين إن المشروع المشترك، الذي لم يُعلن اسمه بعد، سينطلق بإنشاء مركز بيانات بقدرة 100 ميجاوات في السعودية، وهو المركز الذي تعاقدت الشركة على توريد قدراته الحاسوبية لـ”لوما إيه.آي” الناشئة في مجال توليد مقاطع الفيديو. ولم يُعلن حجم المشروع أو العميل الأول من قبل.
وأضاف أمين “سيكونون العميل الأول لهذه المجموعة”، موضحا أن لوما تعاقدت على شراء كامل القدرة البالغة 100 ميجاوات.
ويعد المشروع المشترك بين الشركات الثلاث إحدى ثمار سلسلة الصفقات المعلنة خلال زيارة الرئيس الأميركي للرياض في مايو/أيار. ومن المتوقع تعزيز هذا التعاون خلال لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع ترامب في واشنطن هذا الأسبوع.
ويدعم صندوق الثروة السيادي السعودي شركة هيوماين وخططها لبناء مراكز بيانات ضخمة في أنحاء البلاد بفضل وفرة العقارات وتوافرها وانخفاض تكلفة الكهرباء.
وأبرمت أيضا شركات تكنولوجيا أميركية مثل إنفيديا وكوالكوم اتفاقات في مايو/أيار. وكشفت إيه.إم.دي حينها عن تعاون مع هيوماين بقيمة 10 مليارات دولار يتضمن شراء رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة من إيه.إم.دي.
وقال الرؤساء التنفيذيون إن إيه.إم.دي وسيسكو ستكونان مساهمي أقلية وستتقاسمان الأرباح والخسائر في هذا المشروع المشترك. وقالت ليسا سو الرئيسة التنفيذية لإيه.إم.دي إن هيوماين ستتولى زمام المبادرة.
وقال أمين إن المشروع المشترك يهدف إلى خدمة سوق تشمل آسيا وأوروبا والهند والشرق الأوسط وأفريقيا بإجمالي سكان يبلغ نحو 4.5 مليار نسمة. وتتضمن الخطط بناء مراكز بيانات جديدة بقدرة تصل إلى واحد جيغاوات لدعم المشروع المشترك بحلول 2030.
وبالنسبة للبناء الأولي بقدرة 100 ميغاوات، ستوفر شركة سيسكو معدات الشبكات والبنية التحتية الأخرى في حين ستوفر شركة إيه.إم.دي رقائق الذكاء الاصطناعي (إم.آي450). وقال أمين إنه من المقرر إنشاء المرحلة الأولى في 2026 وإنها ستعتمد بالكامل على استخدام الطاقة المتجددة. وستتلقى هيوماين طلبات شراء لبعض المباني المستقبلية.
وأضاف أن أعمال البناء في المشروعات المختلفة لم تبدأ بعد. وفضلا عن توفير معدات البنية التحتية، ستكلف سيسكو فريق مبيعاتها بالمساعدة في بيع القدرة في مراكز البيانات التي لم تُبنَ بعد.
وذكر تشاك روبنز الرئيس التنفيذي لسيسكو أن الشركة تتمتع بخبرة تمتد 25 عاما في تقديم الحوافز لفرق المبيعات، وتعتزم الاستفادة من هذه الخبرة لمساعدة هيوماين في بيع قدرات مركز البيانات الخاص بها.
وفي سياق متصل قالت أرامكو السعودية اليوم الأربعاء إنها وقعت 17 صفقة مبدئية مع شركات في الولايات المتحدة بقيمة إجمالية محتملة تتجاوز 30 مليار دولار خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن.
وأضافت في بيان أن المشروعات تشمل الغاز الطبيعي المسال والخدمات المالية وتصنيع مواد متقدمة وشراء مواد وخدمات. وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر “نتوقع أن تمثل الاتفاقيات التي أعلنا عنها اليوم، والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، نقطة انطلاق جديدة نحو المستقبل، وتعزز إرث أرامكو السعودية العريق من الاستثمارات والأعمال مع الشركات الأميركية، ومع هذه الفرص القيمة”.
وقالت الشركة، التي تسعى لأن تصبح من الفاعلين الرئيسيين في مجال الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في الولايات المتحدة، إن مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي أُبرمت اليوم تتضمن مذكرة تفاهم ميد أوشن إنرجي “تتعلق باستثمار محتمل في مشروع ليك تشارلز للغاز الطبيعي المسال”، إلى جانب صفقة مع كومنولث للغاز الطبيعي المسال “تتعلق بمشروع تسييل الغاز في لويزيانا”. وأعلنت أرامكو أيضا اتفاقات مع شركات طاقة أخرى، منها بيكر هيوز وهاليبرتون وبلاكستون وجيه.بي مورجان.
ميدل إيست أونلاين



