اختتم معرض الكتاب الذي أقامته مكتبة الأسد الوطنية بدمشق فعالياته يوم السبت الماضي في 19/10/2024 ، أمام مفاجأة تفاعل ملحوظ لاقاه المعرض الذي أقيم على مساحة ضيقة من المكان الذي كان يشغله المعرض عادة ، والتي كان يتحول فيها إلى ظاهرة عربية كبيرة قبل اندلاع الحرب على سورية والسوريين .
ورغم التردد الذي حصل في الأعوام السابقة، والذي دفع إلى تأجيل إقامته جاءت خطوة هذا العام في ظروفها المحيطة (الحرب على غزة ولبنان والضربات المستمرة لمواقع سورية) لتؤكد أن السوريين لم يذهبوا بعيداً عن الكتاب كما كان يعتقد، بل هم قريبون جدا منه ، وأن على مسؤولي الثقافة أن لايترددوا في دعم الثقافة وإقامة التظاهرات الخاصة بها..
وكانت المفاجأة بالنجاح الذي لاقته دور النشر المحلية المشاركة (40 دارا) في تسويق منشوراتها (9 آلاف عنوان)، وبالحضور الواسع لأفلام السينما في قاعة العرض، والحضور المقبول للمحاضرات والندوات التي كانت تقام على هامش المعرض، ناهيك عن قيام حفلات توقيع لكتاب معروفين كالشاعر الكبير نزيه أبو عفش والكاتبة نادية خوست والشاعر أيمن أبو الشعر والشاعر صقر عليشي ..
إضافة إلى حفلات توقيع فرعية لكتاب آخرين تجمع خلالها العشرات من القراء والأصدقاء أمام أجنحة الناشرين للمشاركة في هذه الحفلات الفرعية، وكان الأطفال الذين توافدوا مع أسرهم من نجوم المعرض وكان يلاحظ اقتناءهم للكتب الخاصة بهم، وكما قال أحد الناشرين كانت حصتهم كبيرة في المعرض .
كذلك كان الازدحام على جناح وزارة الثقافة طيلة أيام المعرض مثيرا للانتباه إلى الدرجة التي اضطرت فيها الهيئة العامة للكتاب إلى تجديد رفوف جناحها يوميا بدفعات كبيرة من منشوراتها .
كما قدم اتحاد الكتاب في جناحه الواسع نخبة من كتبه التي عرضت بحسوم لافتة فلاقت إقبالا ملحوظا، فيما لم تشتك أي دار للنشر من قلة المبيعات ، بل إن أحدى دور النشر استعادت تكاليف المشاركة من اليوم الأول ..
واللافت في المبيعات هو حجم مبيعات الرواية المترجمة والرواية السورية وكتب الانترنت وكتب الأطفال ، وقامت بعض الدور بتقديم نسخ مجانية لمن اشتكى من سعر الكتاب، أي أن معرض الكتاب بظروفه وظروف المجتمع السوري يشير إلى أهمية الثقافة في الحياة ، وفي الوقت نفسه يحمل المسؤولية للجهات العامة التي تراجع اهتمامها في المشروع الثقافة بحجة أن الناس يركضون وراء المعيشة وقد وضعوا الثقافة خلف ظهورهم (راجع رسالة إلى المسؤولين عن الثقافة على الرابط التالي https://greatmiddleeastgate.com )
وفي لقاءات جانبية قال مدير عام مكتبة الأسد فادي الغانم أن كثيرين حذروا من فشل المعرض نتيجة لظروف الطباعة والنشر والوضع الاجتماعي والعام لكنه كان ناجحا باعتراف أصحاب دور النشر، وكان فادي الغانم وقد تولى منصبه كمدير عام للمكتبة خلفا لمديرها العام السابق إياد مرشد .
وقد زارت وزيرة الثقافة الجديدة الدكتورة ديالا بركات المعرض أكثر من مرة وأنصتت لهموم الكتاب السوري من ناشريه وكتابه ، كما شاركت في إحدى الندوات عن دعم سورية للمقاومة التي ألقاها الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة