يعد الحديث عن أسرار لنجاح العلاقات العاطفية، بمثابة رحلة للغوص في أعماق النفس البشرية واستكشاف الرحلة العاطفية التي يمضي بها الرجل والمرأة على حد سواء. فالعلاقة المشتركة بين الطرفين تمثل الأبعاد الحقيقية والجوهرية للحياة. حيث أن تحقيق السعادة والاستقرار في العلاقة يتطلب فهماً عميقاً للمبادئ والأسس التي تقوي أواصر الحب والانسجام بين الشريكين.
ويمكننا الحديث عن أحد أهم هذه الأسرار التي يمكن أن تشد من أواصر هذه العلاقة والتي تبدأ بقاعدة التواصل الجيد. فالحوار المفتوح والصادق هو بمثابة العمود الأساسي في بناء علاقة قوية بين الشريكين. حيث يمكنه تعزيز الثقة والاحترام المتبادل والفهم الجيد في جميع أوجه العلاقة. ومع ذلك، فإن التواصل المكثف والحديث المتواصل ليس كافياً بحد ذاته لنجاح العلاقة، بل يجب مرافقته بالتفاهم المتبادل والتقدير لاحتياجات الشريك دون اهمال أو تقصير.
إلى جانب ذلك، يسهم الاحترام المتبادل وتقدير الذات بين طرفي العلاقة في تعزيز روح التعاون والدعم المتبادل. ويمكن أن تكون الصداقة والتفاهم أساسًا للعلاقة الرومانسية الناجحة، حيث ينبغي للشريكين أن يكونا أصدقاء حقيقيين قبل كونهما شريكين عاطفيين.
يتحدث موقع time.com عن أسرار نجاح العلاقة العاطفية والتي يتركز قوامها الصلب على: الحب والاحترام المتبادلين.كما وبناء جسر من الثقة والمودة على أسس قوية لا يمكن النيل منها ببساطة. ويقدم الإجابة عن تساؤلات لطالما أثارت عقول العديد من المهتمين: هل الوقوع بالحب يكفي لنجاح العلاقة مع الشريك؟ وما الذي يتوجب علينا القيام به للحفاظ على علاقة عاطفية تدوم أبد الدهر؟ في النقاط الآتية:
1. التشابه بين الشريكين ليس أمرًا ضروريًا.
على الرغم من أن التشابه في الاهتمامات والبحث المتواصل عن صفات الشخصية القريبة من الشريك. بأفكاره وطباعه يعد أمرًا ومفيدًا في تعزيز العلاقة بين الشريكين، إلا أن العلاقات الصحية والناجحة والتي تسعى في حقيقتها إلى الديمومة والاستمراية في ذات مقدار الشغف والحب والاقبال المتبادل، لا ترتكز في أساسها على هذا الاعتقاد السائد بين الأفراد والذي ليس له تأثيرًا كبيرًا على نجاح العلاقة.
حيث أن تطور العلاقة ينطلق من الأنماط الثقافية المتعددة، وبصورة أوضح؛ فإن التفرد والتنوع في طبيعة الشخصيات ضمن العلاقة العاطفية يعد عاملا مهمًا في تجديد ونمو العلاقة بالتجارب وتبادل الخبرات والأفكار الخلاقة.
2. تبادل المشاعر بين الطرفين.
إن المشاعر الإيجابية والسلبية تشكل نقطة أساسية في العلاقات العاطفية. لذلك على الشريكين إدراك كيفية التعبير عن مشاعر الحب والامتنان والغضب والسعادة والحزن، عندها يمكن للعلاقة أن تتطور وتستمر ضمن المنظور الناجح للعلاقات.
حيث أن التكتم عن المشاعر السلبية والايجابية يمكن أن يكون العامل الأخطر في تفاقم المشكلات والنزاعات بين الشريكين. فالعلاقة العاطفية تحتاج في مراحلها المتعددة إلى التفاهم والانصات بعناية لمشاعر الطرف الآخر، والتفاعل الإيجابي والبناء على تلك المشاعر لتحقيق التوازن في العلاقة.
3. توقع وجود الصراعات :
إن المشكلات والصراعات تمثل جزأ طبيعيًا من العلاقة العاطفية. لذلك فإنه من الجيد أن تكون على استعداد لمواجهة تلك الصراعات والتعامل معها بشكل فعال ومنطقي بدلا من تجنبها. حيث أن المآزق في العلاقات العاطفية تحدث نتيجة لاختلاف الآراء والأفكار والتوقعات بين الشريكين.
وللخروج منها بشكل سليم وناجح، يجب أن يتعلم الطرفان القدرة على التحلي بالصبر. كما و التفاهم والاحترام المتبادل أثناء التعامل مع المشكلات. الأمر الذي يعزز القدرة على إيجاد الحلول والوصول إلى بر الأمان في العلاقة بدلا من ضياعها.
4. الاصرار وبذل المجهود لنجاح العلاقة.
إن العلاقات الناجحة والمستمرة لا تحدث وتستمر بسبب مشاعر الحب في العلاقات العاطفية فقط. بل يعود ذلك إلى الطريقة التي يتواصل بها الشريكين في جميع مراحل العلاقة. فالاصرار على نجاح العلاقة أمر بالغ الأهمية ضمن رحلة عاطفية مليئة بالتحديات والصراعات والمآزق المتعددة.
فالاصرار بين الشريكين على البقاء والاتحاد في وجه جميع الخلافات يمثل عامل إيجابي للديمومة والاستمرار. كما ويكتنف في حقيقته على مجموعة خصال فريدة لدى الطرفين. كالالتزام، الاحترام المتبادل. وأيضاالتواصل الجيد والقدرة على تقديم الدعم النفسي والعاطفي في الأوقات الحرجة والصعبة.
5. لنجاح العلاقات العاطفية تعزيز الثقة بالنفس.
إن الاعتناء بالنفس يشكل عنصرًا بالغ الأهمية في بناء ونجاح العلاقات العاطفية. حيث أن تخصيص الوقت والجهد لتطوير أوجه الشخصية من الناحية الشخصية والعاطفية والاجتماعية، سيحمل العديد من التأثيرات الإيجابية الملموسة على سير وتقدم العلاقة وازدهارها بين الطرفين.
فالاعتناء بالنفس يمكن الشريك من القدرة على التفاعل مع مشاعر الطرف الآخر بشكل أكبر، ويخفف من مستويات التوتر والضغط في العلاقة، ويتيح للعلاقة أن تكون ضمن نمط أكثر استقرارًا.
6. التعلم من الأخطاء.
إن الشركاء القادرين على استثمار الأخطاء في العلاقة العاطفية كفرص للتقرب و التفاهم و تحسين التواصل بينهما هم أكثر نجاحًا واستمرارية في علاقتهم. فالأخطاء هي جزء طبيعي من العلاقة، على الشريكين تعلم كيفية التعامل معها بشكل إيجابي بدل الانتقاد واللوم المتبادل.
حيث أن التعامل بعقلية ناضجة وواعية مع فرصة ارتكاك الأخطاء وتقبلها والتعلم منها، يمثل الفرصة الأمثل لوجود علاقة ناضجة وأكثر قوة وتماسك على الأمد الطويل بين الشريكين، ويحقق الفرصة الممكنة لقتل جميع الخلافات والصراعات المستقبلية؛ فالتعامل مع الأخطاء يخلق شركاء متسامحين وقادرين على العفو والتجاوز.
7. القدرة على التكييف مع المتغيرات.
إن قدرة الشركاء على فهم التغيرات المستمرة في الحياة وتأثيراتها على العلاقة العاطفية يعتبر حاجة في بالغ الأهمية؛ للاستمرار والنجاح في العلاقة. فالعلاقات العاطفية تتغير ولا تبقى ثابتة بشكل دائم، الأمر الذي يتطلب من أطراف العلاقة التكييف والتغيير لتلبية احتياجات الشريك وتوقعاته مع التغييرات الحاصلة.
حيث أن التكييف مع المتغييرات المستجدة في العلاقة يعزز من استدامتها ونجاحها، وتقوية أواصر التوافق العقلي والفكري بين الشريكين، وتوجيه الجهود المبذولة بشكل متعاون نحو الأفضل.
8. التفكير العقلاني.
إن المسائل المصيرية والقرارات بالغة الأهمية في حياة الشركاء تتطلب من الطرفين القدرة على التفكير العقلاني بعيدًا عن العواطف الجياشة، فالوعي والحكمة بدلا من الاستسلام للمشاعر والتصرفات الانفعالية يمكن الشركاء من تحقيق الخيارات الصحيحة والناجحة والأقل ضررًا في الحياة.
حيث أن تحليل المواقف والتفكير في تبعات القرارات قبل اتخاذها. يمكن الأفراد من تفادي الردود العاطفية الزائفة والتحكم بالانفعالات والسلوكيات التي تصب في مصلحة العلاقة ونجاحها.