.. بارقة أمل …!!
بارقة أمل طوال 20 شهراً على الأزمة السورية لم تكن سياسة المعارضة السورية بشكل عام ترتقي الى مستوى طموحات الشعب السوري .. لعدة أسباب منها بداية :
1- القمع الداخلي الذي فرضه النظام على المعارضة السياسية القديمة منها والجديدة ، من خلال الاعتقال والتخوين والتهديد، وعدم فسح المجال أمامها لتقود الشارع الثائر بسبب خوف النظام من فرض نفسها كقوة سياسية فكرية قد تشكل عائقاً حقيقياً له.
2- عدم نضج الشارع السوري سياسياً والمغيب فعلياً عن أي عمل سياسي منذ نشأة حزب البعث الذي احتكر السياسة والدولة .. والأحزاب والمعارضة ..
3- عدم وجود اعلام حر، واحتكار السلطة لكل قنوات الاعلام المقروء والمتلفز والمسموع وتوجيهها حسب مصلحتها.
دفعت هذه الأسباب المعارضة السياسية الى الخارج لتستعين به وتشكل في ظله مجالس معارضة اختزلها الخارج بالمجلس الوطني الذي عانى طيلة الفترة الماضية من سيطرة حركة الأخوان المسلمين، التي تعمل وفق أجندة خاصة بعيدة عن استيعاب حساسيات مكونات الشعب السوري و تسعى لاستلام السلطة بأي ثمن .. مستمدة قوتها من هيمنة الأخوان على السلطة في تونس ومصر ومدعومة من تركيا ودول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر …
ورغم محاولات الغرب وقطر المتكررة لتلميع صورة المجلس ودعمه والاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للمعارضة السورية ، سواء بوضع شخص علماني يليه كردي ثم مسيحي كرئيس للمجلس .. الا أن احتكار الأخوان واقصائيتهم كانت واضحة من خلال رفضهم أي معارضة أخرى داخلية كانت أم خارجية كهيئة التنسيق الوطنية التي اعتمدت الداخل منبراً لها …ومحاولة الحركة احتكار القرار المعارض الثوري ..حيث لم يتمكن المجلس الى اليوم من لعب دور حقيقي وفاعل لخدمة أهداف الشعب ووقف العنف وإراقة دمه مما دفع الغرب والعرب الى العمل على تشكيل ائتلاف معارض جديد يحقق توازناً نوعياً ما بين مكونات الشعب وطموحاته ويبعد الإخوان عن الواجهة ليكون الشيخ احمد معاذ الخطيب على رأسه كرجل اسلامي توافقي لا يمكن رفضه من قبل الاخوان أو القسم المتدين من الشارع .. اضافة لكونه رجل علم يدعو الى الدولة المدنية القائمة على احترام التنوع الطائفي والإثني والعرقي الذي تشتهر به سوريا .. ووجود جورج صبرا كرئيس للمجلس في هذا الائتلاف، ضمانة للغرب بتمثيل الأقليات في سوريا وحماية حقوقها …
ائتلاف اليوم والذي رفضت هيئة التنسيق وبعض القوى المعارضة السياسية في سوريا الانضمام اليه لأسباب منها وجود شيخ دين على رأس الائتلاف ترفضه الأحزاب العلمانية والشيوعية والاشتراكية .. من منطلق إبعاد السياسة عن الدين، ومنها أسباب تتعلق بطريقة تشكيل الائتلاف ومموليه .. ومنها الاعتراض على دعم الفكر المسلح بشكل عام ..إضافة إلى أسباب أخرى تشكل عائقاً أمام فكر توحيد المعارضة السورية … ولكن رغم ذلك فإن الائتلاف يلقى قبولاً واستحساناً منها وترقبا متفائلاٌ بان يقوم بدور ايجابي والذي بدأ من خلال اعتراف بعض الدول به كممثل شرعي “وأيضاٌ وحيد” للشعب السوري..
وكرأي خاص أعتبر الائتلاف خطوة جيدة تحقق توازناً سياسياً دينيا” مقبولاً من الشعب خاصة بوجود فصائل متطرفة اليوم على الساحة السورية تحاول احتكار القرار وفرض هيمنية دينية اقصائية على الفكر الثوري مما يزيد تخوفات الغرب والشعب السوري من سيطرة الفكر المتطرف .. فوجود الشيخ معاذ هو صمام أمان يمثل الفكر الاسلامي المتنّور والمقبول شعبيا” ..
تقع على عاتق الائتلاف اليوم مهمة سياسية كبيرة وهي تفعيل الحلول السياسية والتوافق مع باقي أطياف المعارضة لايجاد حل حقيقي مع النظام ففي سوريا لا يمكن لأحد احتكار الشعب .. واعتباره ممثلا”وحيدا له طالما لم يكن هناك انتخابات ديمقراطية حرة .. فكل طرف يمثل شريحة من الشعب كما النظام يمثل مؤيديه .. وعليه يجب العمل مع جميع الأطراف لوقف حمام الدم والبدء بمرحلة الانتقال السلمي للسلطة والحرية والديمقراطية …