خاص :بعد تردد قمتُ بحضور إحدى فعاليات بيت السينما في صالة الكندي بدمشق، وهي فعاليات تشابه فكرة النادي السينمائي التي أطلقت أكثر من مرة بدمشق ، وقد أطلقت المؤسسة العامة للسينما عليها (بيت السينما)، ويتكفل كل من فراس محمد ورامي نضال بترتيب أنشطته .
وفي كل نشاط يجريه هذا النادي، يتم عرض فيلم أو فيلمين، ثم يتم تقديم المخرج لمناقشة فيلمه مع الجمهور، وهذا النقاش هو ما يميز العرض السينمائي عن غيره من العروض التي يكتفي الجمهور بحضورها في دور السينما عادة، وكان العرض الأول الذي شاهدته يتعلق بتجربة للسينما الشابة الجديدة في سورية، وقد راق لي الحوار الذي نشأ بين الشباب والمخرجين فلم أشارك بالحوار رغبة مني في التعرف على وجهات نظر الشباب.
الفيلم الأول الذي تم شاهدته كان تسجيليا/ وثائقيا بعنوان: ( صيف، مدينة وكاميرا)، وهو من إخراج أنس زواهري ، وقد بنى المخرج فيلمه على تسجيلات قام من خلالها بمرافقة عمليات التصوير لمجموعة من المخرجين الشباب الذين شرعوا بإنجاز أفلامهم داخل المدينة وشوارعها قبل سنوات.
والفيلم لم يقدم قصة درامية ولا ممثلين واكتفى بعرض اللقطات مع بعض الأغاني المرافقة، فبدا المنجز السينمائي في النهاية كتسجيل لبعض الأماكن في المدينة في لحظة تاريخية معينة، مما أثار لغطا بين الجمهور عن الهدف من هذا الفيلم والرسالة التي تقف وراءه، ورغم أن المشاهدين حصروا انتباههم بما يريده المخرج من وراء هذه الرشقة من لقطات الكاميرا التي يسمونها في السينما والدراما لقطات عمل ، إلا أنه لم يخرج بشيء، وهذا ماجعل زواهري يعيدهم إلى بداية التصوير على يد الأخويين لوميير ، قبل ظهور عمليات المونتاج فيما بعد.
بل إن المخرج نفسه ، وأعني أنس وهراوي، نفى أن يكون قد رتب المشاهد أو الأغنيات ، أي أن الكولاج السينمائي الذي قدمه لم يكون بناء على قصة وسيناريو محدد يهدف إلى تقديم رسالة واضحة، وكان الحوار الذي امتد أكثر من نصف ساعة بعد العرض هو المنجز الوحيد في هذه التجربة.
والمهم في سيرة هذا الفيلم أنه شارك في المهرجانات العربية والدولية، ليس هذا فحسب بل إنه حصل على خمس جوائز ، كما قرأت عنه هي: :
- جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير وجائزة الصقر الذهبي في الدورة 36 للمهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية /تونس 2023
- جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، من مهرجان القصير بالكاف بتونس 2023
- جائزة أفضل إخراج لفيلم وثائقي قصير في المهرجان الدولي للأفلام الباثولوجية بإيطاليا
- جائزة إختيار الجمهور في مهرجان دايوراما للفيلم الوثائقي بالهند 2022
وبالتأكيد لم تكن لجان التحكيم في هذه المهرجانات قد منحته هذه الجوائز لو لم تجد فيه ما يستحق، فهل يستحق الفيلم فعلا هذه الجوائز ؟!
ثمة لعبة مهمة في الفيلم ، هي وجود مصورة فوتوغراف تسترق بعض اللقطات من الشوارع، وخلال القفز من لقطة إلى أخرى، كنا نتابع بعض مشاهد تصوير لأفلام أخرى، أي أن لعبة السيناريو المفقود، تسعى إلى تقديم الصورة بين مرحلتي الفوتوغراف والصور المتحركة ، لكن ماذا فعلت بالمدينة التي جاءت بالعنوان، وهي طبعا دمشق.
لم تكن المدينة هي دمشق، حتى لو كانت في زمن خاص من أزمنة الحرب، وربما كورونا، كانت المدينة تشبه أي منطقة في أفغانستان أو أي منطقة في أمريكا اللاتينية ضائعة في الفوضى والتخلف. أي أن الفيلم قدم دمشق من دون هوية !
هي وجهة نظر، لكن دمشق لايناسبها هذا النوع من التسجيلية السينمائية الباهتة التي سعى منجزو الفيلم لتقديمها ، وهم : مدير التصوير: حمزة بلوق ــ تصميم شريط الصوت: دانا ابراهيم ــ مونتاج: أنس زواهري ــ تصحيح الألوان: عمار البيش ــ مدير الانتاج: نورس الحنبلي ــ حضور خاص: سلوى أرسلان.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر