الله أكبر … صوت آخاذ من قبة المسجد
يقشعر بدني كلما صدح بصوته الأخاذ .. الله أكبر .. من قبة المسجد أمام منزلي لأشاركه صلاته :
الله أكبر .. لا اله الا الله … الله محبة … حياة .. سلام … وسنحيا معا … في حِماه ..
الله أكبر .. هذه بلدي احمها يا الله ..
منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أسمع الله أكبر .. وأنتظر شهر رمضان .. لأعيشه مع جيراني وبين أصدقائي ..
نحترم طقوسه ونشعر بعطشهم وجوعهم .. ويحترمون اختلا فنا ويدعون لموائدهم ومشاركتهم افطارهم وسحورهم .. وليمتلئ يومنا بمختلف المسلسلات المتنوعة، والبرامج المسلية والطبخات الشهية .. ولتزدان الشوارع بباعة متجولين،يحملون على صوانيهم ما لذ وطاب من أكلات مخصصة لهذا الشهر الفضيل .. ولتفوح من بين بيوتنا روائح الطبخالذكية وعند ضربة المدفع، تعلو قرقعة الملاعق وأصوات الشكر والتسبيح …
لم أكن أشعر أن رمضان لا يعنيني. على العكس .. كان شهراً مميزاً عندي .. له نكهة طيبة بأكلاته الخاصة .. بجوه العائلي .. بروحانيته الخاصة التي ترتفع فيها أصوات الناس الى السماء بدعاء الخير واليسر والنجاح ..ودعوات الحب والمغفرة والسلام …
هذه بلدي التي أعرف والتي عشت فيها وربيت فيها على .. وهذا شعبي المؤمن الطيب الذي لا يعرف حقداً ولا تطرفاً ولا طائفية ….
ولكن اليوم أشعر بغصة وحرقة كبيرة عندما أرى الطائفية تنهش في قلوب هذا الشعب الطيب .. وعندما أسمع عبارات الشتم والاهانة والتجريح .. عندما ألمس الحقد في كلماته .. على من يختلف عنه بالطائفة أو الدين ..
واليوم بدأت هذه الأمراض المجتمعية تتفشى على السطح لتضرب عيشنا المشترك، ومحبتنا لبعض .. ولتسيء لبلدنا ولنا … ولتخلق فجوة مجتمعية، ستنعكس آثارها شئنا أم أبينا على نفوسنا، وليعلو حاجز من التفرقة والانغلاق ورفض الآخر … خاصة وأنها بدأت تتأطر بمجموعات متطرفة، تعلن عن هدفها باقامة دولة إسلامية، غير مراعية ولا محترمة رغبة الشعب وحقه في الاختيار .. والتي قد تصلنا في النهاية، مع استمرار العنف والقتال الى مرحلة التقسيم الجغرافي على أسس دينية أو طائفية .. وهذه نتيجة طبيعية ومنطقية للسلاح الطائفي ..
والحل … بالنسبة لي يبقى في العلمانية ودولة المواطنة والعدالة والقانون .. الأنسب والأفضل لدول تعددت مذاهبها وطوائفها وأديانها .. وهي لا تلغي الدين .. بل تحترم كل الأديان ليكون الوطن هو الجامع الأكبر …
فالدين لله والوطن للجميع …
والقانون هو القادر على امتصاص الأحقاد وإعادة بناء الدولة على أسس المساواة واحترام النظام …
لمن يريد .. هناك دوماً حلول لعلاج المشاكل وبناء الأوطان .. ونحن نريد أن نعيش معاً .. ونستمتع ببلدنا .. ونعالج الأحقاد والآلام التي خلفها العنف والطائفية .. لأننا شعب يحب الحياة ويريد الحياة … وبدعائنا من أجل بلدنا في هذا الشهر الفضيل .. سيستجيب الله .. والله أكبر … !!