كلي … إيمان …
كلي إيمان همس لي شخص عزيز جداً على قلبي أن أخفف من نظرتي السوداوية للواقع، والتي انعكست سلباً على مقالاتي ..وأن أبحث عن نفحات أمل أبثها بين كلماتي .. فنحن (وأقصد بكلمة نحن الشعوب العربية) .. مرهقون من تراكمات الهموم والقضايا
المصيرية التي تثقل كاهلنا منذ زمن التحرر من الاستعمار، إلى زمن القضية الفلسطينية ، وأزمنة البحث عن هوية .. الى زمن الصراع مع الحرية ..!!
وافقته على الفور .. وبررت له ولنفسي بواقع الحياة اليوم في سوريا .. !!
فمن الصعب على ما يبدو بعد كل هذا الكم من الدمار والموت، وما رافقه من شعور بالعجز، أن أحرر كلماتي من علاقتها الوطيدة مع جعجعة السلاح .. وأنات الألم والآه التي تخرج من حناجر الأمهات .. ونظرات البؤس والشقاء التي تلمسها في
عيون الأطفال … لتستشعر واقعاً ومستقبلاً أسود، ينعكس شئت أم أبيت على نفسيتك وكلماتك ونظرتك للأمور .. مع العلم أنه لم يكن منذ أشهر هذا واقع الحال .. على العكس كانت كلماتي مثقلة بالأمل والتفاؤل بالمستقبل لدرجة أن البعض طالبني بالواقعية والابتعاد عن الأحلام .. !! فإلى أي مدى تدهورت الأمور لتتدهور معها كلماتي .. وإلى أي مدى ساء الحال لتسوء فيها محاولاتي لرسم حلم بمستقبل أجمل ..
شيزوفرينيا المرحلة على ما يبدو .. بين الضحكة والدمعة .. وبين العجز ومقاومة اليأس .. صراع كبير .. بعضنا يقع صريع الكآبة والاحباط .. وأخرون يقاومون بابتسامات الأمل وبريق الحياة .. لتظهر هنا قوة الإرادة .. وإرادة الحياة ..
لا لن أقع صريعة اليأس والاحباط .. فرغم كل الدمار حولي أثبت التاريخ بأن الشعب لا يقهر .. وأن إرادة الحياة ستنتصر .وها أنا ذا أحضر قلمي لأكتب على سبورتي ماهي سوريتي ؟؟
مهد الانسان الأول .. والحرف الأول .. والحضارة الأولى ..
مهد الديانات ورسل المحبة والسلام ..
من هنا أطلق الاله بعل رسالته منذ 5 ألاف عام قائلاً :
(حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع المحبة والسلام في كبد الأرض فأنت سوري وسوريا مركز الأرض ..)
فهنا شعب حي لا يموت عمره آلاف السنين، وحضارة مهما حاولوا تدميرها ستبقى راسخة في ضمير الانسانية فمهما طال الصراع ستعود صرخة الحضارة من جديد لتلامس الانسان في إنسانيته …
(حطم سيفك وتناول معولك لنزرع المحبة والسلام … كلي إيمان .. )