لأول مرة يشعر بالفخر كل من تخرج من جامعة أمريكية وأنا منهم كوني تخرجت من جامعة عريقة وها أنذا أاصرح وبكل اعتزاز بهذا الأمر في كتابتي هذه ومن دون تردد.
لقد حان الوقت لكي يثبت الزمان عمق المؤسسة التعلمية الأمريكية العريقة التي خرجت كبار العلماء والسياسيين والمثقفين ورواد الأمم في كافة اصقاع الارض .
نعم إنها الجامعات والمؤسسات التعليمية الأمريكية التي اثبتت للعالم اجمع الآن انها الصرح الكبير ليس فقط في التعليم ولكن في نشر ثقافة التعبير والحرية والديمقراطية المنشودة .
لاشك ان تحركات المظاهرات الطلابية الكبيرة في الجامعات الأمريكية ناتجة عن مجموعة من الأسباب المعقدة، ومن بين هذه الأسباب هو الانحياز السياسي لصالح إسرائيل في أزمة غزة.
يتضح، يوماً بعد يوم، أن هذه المظاهرات تعبر عن انشغال واهتمام الطلاب بالقضايا الدولية والحقوق الإنسانية، وتعكس أيضًا مدى تأثرهم بالأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط.
أولاً وقبل كل شيء، تعتبر قضية غزة والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من أبرز القضايا الدولية التي تثير اهتمام العديد من الشباب العالمي، بما في ذلك الطلاب الأمريكيين.
وبنظرة ثاقبة لا لبس فيها نجد ان العديد من الناشطين في الجامعات الأمريكية من طلبة وهيئات تدريسية وطواقم الاداريين أصبحوا يدركون أن هناك انحيازًا واضحًا لصالح إسرائيل في التعامل السياسي، مما يثير استياء وغضب هذه المؤسسات التعلمية الأمريكية ويرون ذلك تجاوزًا على حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
هذا يدعو للتساؤل: لماذا هذ التعامل القاسي من قبل الشرطة والجهات السياسية مع هذه المظاهرات التي تزيد تحديًا إضافيًا.
فالطلاب يستخدمون حقهم في التعبير السلمي والمشاركة في النقاشات العامة، لكن تصاعد القمع واستخدام القوة المفرطة من قبل السلطات يثير استياء الطلاب ويزيد من حدة التوترات.
من الضروري تفهم أن التحركات الطلابية هي جزء من حياة الديمقراطية وحرية التعبير، ويجب أن تتعامل الجهات السياسية والأمنية معها بروح من الحوار والاحترام للحقوق الأساسية.
فالحوار السلمي هو السبيل الوحيد لإيجاد حلول بناءة وتحقيق التغييرات المطلوبة بشكل فعّال وسلمي، دون التسبب في تصاعد الصراعات والتوترات في المجتمع.
تحركات المظاهرات الطلابية الكبيرة في الجامعات الأمريكية ناتجة عن تفاعل معقد لعدة عوامل، تتراوح بين القضايا الدولية والحقوق الإنسانية والتعبير عن الرأي والرغبة في التغيير.
يجمع الطلاب في هذه المظاهرات على التعبير عن غضبهم ومطالبهم المتعلقة بالسياسات الدولية والتحديات الإنسانية، مع تواجد حساسية خاصة حول قضية فلسطين وغزة، وإدانة لما يعتبرونه انحيازًا سياسيًا غير متوازن لصالح إسرائيل مما سبب تحرك المظاهرات الطلابية الكبيرة بسبب القضية الإنسانية والحقوقية في موضوع التطهير العرقي في غزة، مما خلق مشاعر الغضب عندالطلاب الأحرار في الجامعات الأمريكية ومن كل الجنسيات وأشعرهم بالمسؤولية نحو القضايا الإنسانية والدولية، وجعلهم يرون في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حالة تجاوز لحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية .
أما في ما يتعلق بالهوية الدينية والثقافية فنعم هناك من الطلاب من ينتمي إلى مجموعات دينية أو ثقافية تشعر بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، مما يعزز دعمهم ومشاركتهم في هذه المظاهرات، وهو حق من حقوق المواطن الأمريكي الذي يضمنه الدستور الأمريكي في حرية التعبير دون تجاوز الضوابط الامنية والقانونية التي يمنحها الدستور .
أما بالنسبة للمناخ السياسي الداخلي فتؤثر السياسات الدولية ومواقف الادارة الأمريكية في تشكيل وجهات نظر الطلاب وردود أفعالهم، خاصة فيما يتعلق بالدعم المالي والعسكري لإسرائيل اللامحدود وهنا ناتي لسبب قسوة الشرطة والجهات السياسية في التصدي للمظاهرات فنجد انه الخوف من الفوضى والاضطرابات الذي يعتبر البعض أن المظاهرات الكبيرة قد تتحول إلى أحداث عنفية أو تتسبب في اضطرابات عامة، مما يدفع السلطات إلى التصدي بشكل صارم ومما يستدعي التدخل السياسي الذي يدفع بالسلطات إلى ان تتدخل بشكل قاس للحيلولة دون تفاقم أو تزايد رقعة الاحتجاجات.
في خلاصة القول وبالمختصر فإنه من المؤكد ان تحرك المظاهرات الطلابية الكبيرة لم يات من فراغ وهو يعكس رغبة الشباب في الجامعات الأمريكية والأوروبية والعالمية في كل أصقاع المعمورة في المشاركة الفعالة في صناعة القرار وتحقيق التغييرات الإيجابية لدى اصحاب القرار السياسي ومن هم في موقع المسؤولية في مستقبل الشعوب والتحكم بها ، ومن المهم أن تكون الجهات المعنية مستعدة للاستماع والحوار بروح من التفاهم والاحترام للآراء المختلفة وان لاتغفل ولا تستخف بعقول الشعوب ونقمتها ..!
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر