لم تكن الحياة المهنية بأفضل أحوالها بالنسبة إلى المخرج السوري سيف الدين السبيعي، على الأقل قبل العام الماضي، بسبب خيارات غير موقفة وإشكالات متلاحقة واضطراره لتولي إدارة مشاريع كانت لغيره، أو توقف مشاريع بدأ فيها ورست على مخرج آخر بسبب خلاف ما.
لكن الزمن تغيّر مع مخرج «الحصرم الشامي»، ويبدو بأنه عاد إلى المكان الذي يستحقه. حقق في العام الماضي قبولاً جماهيرياً محلياً في مسلسله «على صفيح ساخن» وسرعان ما غادر إلى بيروت لينجز مسلسلاً قصيراً بعنوان «الوسم» (إنتاج «إيبلا» – هلال أرناؤوط وأحمد الشيخ) وقد عرض المسلسل على منصّة «شاهد» ومن المفترض إنجاز جزء ثان منه.
وسريعاً جدد السبيعي التعاون مع شركة الإنتاج في مسلسل رمضاني بعنوان «مع وقف التنفيذ» (كتابة علي جيه ويامن الحجلي وبطولة: غسان مسعود، سلاف فواخرجي، عباس النوري، فادي صبيح، صفاء سلطان وشكران مرتجي..) وبهذا العمل، يعيد الرجل علاقة mbc مع الدراما السورية الثلاثينية، بعيداً عن الحالة الشامية الرجعية التي سيطرت على الصناعة السورية.
يخوض المسلسل في رحلة العودة لسكّان حارة العطّارين الكائنة في إحدى ضواحي دمشق إلى بيوتهم، بعد سنوات على النزوح منها، لتبدأ الحكاية. ترصد الأخيرة تشعبّات الحي وتناقضاته وتبايناته مركزة على شخوص متنوّعة الطباع والأفكار والطبقات الاجتماعيّة، منهم الفقير الشعبيّ، والمثقف المتعلّم، والغنيّ، والفرد المنتمي إلى الطبقة الوسطى، والتاجر.
على هذه الهيئة، يكون نجل «فنان الشعب» قد عاد إلى المطرح الذي يستحقه، بخاصة أنه يمتاز بثقافة وإطلاع على مختلف المدارس الفنّية، ويواكب نتاجات السينما المعاصرة لغالبية البلدان المتطورة في مجال الفن السابع. أضف إلى ذلك أنّه كرّس خبرة شاملة منذ نشوئه في بيت فني رفيع إلى أن عمل ممثلاً، ثم انتقل إلى العمل في فريق إخراج هيثم حقي، قبل أن ينجز مجموعة من أهم المسلسلات السورية وهي: «الحصرم الشامي 1/2/3» و«أولاد القيمرية» من دون أن تفرج القنوات المشفّرة عن هذه الأعمال، وهي هويته وأرشيفه التأسيسي. إلى جانب ما سبق، يختلف عن منافسيه بإطلاعه الواسع على التجارب الموسيقية الكلاسيكية، والمعاصرة.