علاج تبلد المشاعر في الحب… يتمتع الإنسان بالقدرة على التعبير عن مشاعره وعواطفه بشكل طبيعي، ومع ذلك، في بعض الحالات، لا يمكن للإنسان أن يعبر بشكل واضح وصريح عن مشاعره، فيتعامل بكثير من البرود وعدم التفهم لأي موقف بالحياة، وهذا ينطوي على صعوبة كبيرة خاصة لو كان الأمر بتعلق بالحب والمشاعر الجميلة التي تصاحبه، وتعرف هذه الحالة بتبلد المشاعر. بالسياق التالي سيدتي يعرفك على علاج تبلد المشاعر في الحب.
ما هو تبلد المشاعر؟
تقول أمل ناجي، خبير تنمية بشرية ودعم ذاتي لسيدتي: تبلد المشاعر يرتبط باللامبالاة. وهي حالة من عدم الاهتمام أو التحفيز أو العاطفة تجاه الأنشطة. أو الأحداث التي عادة ما تعتبر مهمة أو ذات أهمية عاطفية. قد يعاني الأشخاص اللامبالون من شعور واسع النطاق باللامبالاة، وعدم جدوى الشيء. وقد يفتقرون إلى الدافع للمشاركة في الأنشطة اليومية أو تحقيق أهداف شخصية. وينطوي تبلد المشاعر على ردود أفعال قليلة أو معدومة بما في ذلك:
أسباب تبلد المشاعر
تقول أمل: الأسباب التي تؤدي إلى تبلد المشاعر متعددة، لكنها عادة ما تكون مرتبطة ببعض الأحداث المؤلمة التي ولدت ألمًا كبيرًا لدى الشخص. وهذا يؤدي إلى فقدان الفرد قدرته على التفاعل مع الأحداث التي تحدث له. لافتة أن الأمر قد يبدو غير ضار للوهلة الأولى، إلا أن الواقع هو أن هذه المشكلة قد تؤثر على الحياة الشخصية، وعلى تعاملات الفرد بطريقة كبيرة.
سمات عامة تميزه
- يتميز متبلدو المشاعر بانخفاض في حيوية وشدة المشاعر التي تظهر عليهم.
- استجاباتهم العاطفية محدودة. حيث يقدم الشخص متبلد المشاعر استجابة عاطفية أقل نشاطًا في المواقف العاطفية، مما يترجم إلى تعبير عاطفي أكثر تملقًا أو أقل تنوعًا.
- يعاني الأشخاص متبلدو المشاعر اللامبالون من شعور واسع النطاق باللامبالاة. وقد يفتقرون إلى الدافع للمشاركة في الأنشطة اليومية، أو تحقيق أهداف شخصية.
- يفتقد متبلدو المشاعر الشعور بالاهتمام والدافع تجاه الأنشطة والأهداف الشخصية. قد يظهر الشخص ترددًا أو عدم اهتمام بالمشاركة في الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.
- يعاني متبلدو المشاعر من الانفصال العاطفي حيث يفتقر الشخص إلى مشاعر إيجابية أو سلبية كبيرة.
- قد يعاني الأشخاص اللامبالون من متبلدي المشاعر من شعور بالفراغ أو عدم وجود هدف في حياتهم. مما يساهم في افتقارهم إلى الحافز والحماس.
- صعوبة البدء أو الاستمرار في الأنشطة، حيث يمكن أن تؤدي اللامبالاة إلى عدم وجود مبادرة للقيام بمهام جديدة أو الحفاظ على الجهد اللازم لإكمال الأنشطة اليومية.
التبلد العاطفي
على الرغم من أنهما متشابهان جدًا. إلا أنه لا ينبغي الخلط بين تبلد المشاعر والتبلد العاطفي. فالتبلد العاطفي هو سمة أكثر من كونه عرضًا، بينما البلادة العاطفية هي عرض، وهذا يعني أن التبلد العاطفي يرتبط بشخصية الشخص أكثر من ارتباطه بالأعراض التي تؤثر على الشخص.
على سبيل المثال، عادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزاجية سمة تبلد المشاعر في شخصياتهم، كما أنهم عندما يتعرضون لموقف ما يكون لديهم استجابة عاطفية منخفضة جدًا. والتي تكون مصحوبة بانخفاض التقبل، وهذا يحدث مع جميع المشاعر، بغض النظر عما إذا كانت سلبية أو إيجابية.
تبلد المشاعر في الحب
تقول أمل :اللامبالاة، كلمة متكررة في العديد من العلاقات، تعبر عن حقيقة وجودنا مع شخص يبدو أنه لا يهتم كثيرًا بمشاعرنا وخططنا ومقترحاتنا وأفكارنا، وغير ذلك الكثير، حيث العلاقة المليئة باللامبالاة تنمو في مناخ متوتر ومليء بالبرودة، مما يسبب عمليات متعددة من الألم وخيبة الأمل وتثبيط الهمم.
يتسبب تبلد المشاعر في كثير من الضرر لأحد طرفي العلاقة، وقد يصل لفقدان الإحساس بالسبب الذي يجعل شخصين يقرران أن يكونا معًا، حيث التصرف بتبلد ولامبالاة يؤدي بشكل تدريجي إلى تكوين وجهة نظر سلبية لأحد طرفي العلاقة أو كليهما، وفي الوقت نفسه، فالشخص اللامبالي يتألم ويسبب الألم ويتوقف عن الاهتمام ويجعلنا لا نريد أن نكون بجانبه.
علاج تبلد المشاعر
في البداية. يجب الاعتراف ،أنه من هؤلاء الأشخاص اللامبالين، وينبغي إيصال هذه الفكرة له بطريقة سلسلة حتى يتقبل أن يغير من تبلده ويكون أكثر تعاطفًا.
- البحث عن أنشطة جديدة تثير شغفه واهتمامه وتجذب مشاعره، وحبذا لو كانت هذه الأنشطة لها علاقة بالمكسب والخسارة. مثل الاشتراك بمسابقة أو لعبة مع الآخرين، حيث سيثيره شعور المكسب ويفرحه، ويستفزه شعور الخسارة ويضايقه. ومن ثم يعمد لتغيير هذا الشعور بالعمل الجاد لتحقيق الفوز وتذوق كأس النجاح من جديد. وهذا الأمر سيخرجه من أسوار اللامبالاة لفضاءات المشاعر المختلفة.
- إقحامه في مشاعر مختلفة، من خلال مشاركته العديد من المناسبات الاجتماعية.
- اتباع نظام صحي متوازن. فالأطعمة الصحيّة أثبتت فعاليتها في المحافظة على صحّة الإنسان، وعلى مزاجه لما فيها من فوائد لجسمه،. إذ تمده بالطاقة وشعور التوازن المهم للتخلص من المشاعر السلبية.
- عدم تركه لوحده فترة، فالوحدة تكرس لتبلد المشاعر والجنوح للعزلة يقتل الأحاسيس.
- حثه على صلة الرحم بشكل دائم. فصلة الرحم تطيل العمر، والمشاركة فى المناسبات العائلية، سواء مفرحة أو محزنة يحرك مشاعر التعاطف، ويجبر متبلد المشاعر أن يكون له رأي. ومن ثم سيجد نفسه مشاركًا فى مشاعر الفرح أو الحزن، والتي ستنتقل له من المقربين.
مجلة سيدتي