عن المسؤولين والناس: لا تخبروا أحداً أرجوكم !
العلاقة بين المسؤولين والفيس بوك ، ليست طيبة.
وما لا يعرفه رواد الفيس بوك أن أغلب المسؤولين لا يتابعون وسائل التواصل، وقد لا يعرفون كيفية إحداث صفحة لهم ولو باسم مستعار، مما يدفعهم إلى طلب كشف يومي من مسؤولي مكاتبهم الصحفية ليقرؤوا ماذا يُكتب عنهم، فيضحكون وكأنها نكت لإضاعة الوقت !
وأحد المسؤولين باح لي بسر، عندما قال:
ــ الله خلق الفيس بوك لفشة الخلق !
إذن، الكتابة على صفحات الفيس بوك، لا تعني رأياً عاماً بالنسبة لبعض المسؤولين الحكوميين. بل إن هناك وزراء لم يكونوا يلتفتون إلى الصحف أصلاً، ويكتفون بقراءة الأخبار التي تتحدث عن إنجازاتهم، فكيف بوسائل التواصل ولعبة القيل والقال .
وفي هذه الحالة ، أود أن أسأل المشاغبين على وسائل التواصل:
ــ ماذا تستفيدون مما تكتبونه على صفحاتكم، ومن تعليقاتكم ؟ وهل هو فشة خلق فقط ، كما قال المسؤول الذي نوهت إليه قبل قليل .
إذا كانت المسألة هكذا ، فقد وقعنا في الفخ، وافتقدنا الفائدة الكبيرة التي كنا نجنيها مما يكتب على الشبكة العنكبوتية .
التعبير عن الرأي مسألة مهمة في المجتمعات المتحضرة، وهناك مراكز بحث تشتغل ليل نهار لمعرفة إلى أين يتجه الرأي العام، وكيف يُفكر، وإذا كانت وسائل التواصل الحديثة قد قدمت سيلاً من المعطيات، فإن إهمالها خطأ كبير في مجتمعاتنا التي تمور بالمشاكل .
ومن يعود إلى مطلع العقد الثاني من هذا القرن، يمكن له أن يتذكر أن الفوضى التي اندلعت في العديد من البلدان العربية ، وانطلاقاً من مصر، يعرف جيداً أن بالإمكان إشعال حرب أهلية عبر وسائل التواصل .
نعم .
ينبغي أن ننتبه إلى كل ما يكتب، لعلنا نتعرف جيداً على طبيعة هموم الناس، ونبحث معهم عن حلول مناسبة. أما إذا كان الجمهور لا يَهمنا ، فتلك مصيبة، مصيبة حقيقية، وأريد أن أقول صراحة :
ــ إن ما يكتب هذه الأيام بشكل عفوي أو مدروس على الفيس بوك، وينتشر على الواتس أب مخيف فعلاً ، وإذا كنتم لا تصدقون ما أقول أرجو تخصيص وقت قليل من المساحة اليومية للسادة المسؤولين ليتعرفوا جيداً أن ما يُكتب مخيف، وأقول بصدق إنه مخيف فعلاً .
ولذلك ، أرجوكم ، لا تخبروا أحدا ً