هذا ماحصل معي على موقع الفيس بوك!

التعاطي مع موقع التواصل الاجتماعي المسمى “الفيس بوك” يحمل الكثير من الطرائف والغرائب، وذلك لمجموعة أسباب

أولها أنه يمكن أن يكون وسيلة للتواصل، وهذه بديهية ..وثانيها أنه يمكن أن يكون وسيلة للنشر، وهذه بديهية ثانية.. وثالثها أنه يمكن أن يكون وسيلة للمكر، ومن المفيد التدقيق في هذه الحالة، والتعرف على الآليات التي تجعل المكر ممكنا..ورابعها أنه يمكن أن يكون وسيلة للخداع، ومن المفيد أيضا التدقيق في هذه الحالة، التي تشبه حالة المكر..وخامسها أنه يمكن ــ أي الفيس بوك ــ أن يكون وسيلة للصدق، وهذا يفتح على الفكرة التي سأقولها!!

فكرتي تتعلق بالنقطة الخامسة، أي: الصدق. وهي مسألة على غاية الأهمية، فهناك من رواد الفيس بوك، من يتعاطى مع المشاركين في التفاعل على أساس النوايا الطيبة، فيكتب مقاطع من الخواطر ينتقيها من عصارة أفكاره أو مشاعره، وفي كل كلمة ترد في هذه الخواطر يحاول كاتبها أن تكون منه وله وعليه، ولكن سريعا ما تذهب الكلمة إلى اللوح العجيب الذي يقرؤه الجميع، فيقوم أحدهم باقتناص الصدق، وتحويله إلى كذب !

كيف حصل ذلك؟ وهل ماحصل غريب فعلا؟؟!
وأنا أتنقل من صفحة إلى صفحة، ومن اسم إلى اسم، وجدت شيئا من المواد المنشورة على احدى الصفحات أحسسته قريبا مني. قرأته باهتمام ، فتأكدت أن النص مطابق تماما لما أكتب، أي أنه لي، وأني كتبته قبل نحو عامين، وأنه ذهب مع أكداس التعليقات التي تنشر كل يوم إلى أن وقع بيد أحدهم فنسبه إلى نفسه !

طرقت باب صفحته، برسالة مقتضبة، قلت فيها :
صباح الخير .. أنا معجب بما كتبته على صفحتك . فرد علي : أنا أكتب الكثير، فأيها تقصد ؟ قلت له : أقصد العبارة التالية: “كتبت على يدي كلمة ورفعتها في الشارع، ومشيت، فإذا المارة يقرؤونها، ثم يمشون وهم يبكون !
كتب لي جوابا يقول: هل تعتقد أنك الوحيد الذي يكتب على يده ؟
كلنا نكتب على أيادينا . إلا إذا كنت تظن أنك الوحيد المجنون في هذا العالم !
توقفت عن المساجلة، فكتب لي : ألو. ألو . ألو .. أين ذهبت؟!

ولم أجبه . مرت عدة ، أيام ولم أفتح الفيس بوك. فإذا به يرسل لي رسالة يقول فيها:
” قد لاتصدق.. أشعر أن العبارة لي، وأن ماتنشره أنت أحيانا، لابد وأني كتبته في يوم ما!”

طار صوابي، فهذا يعني إنني أنا السارق، وسريعا كتبت له : هل تقصد أنني أنا سارق النص منك ؟!
فكتب في رده : لا . على العكس تماما !

ثم كتب لي عبارة لن أنساها ماحييت، وكان يجب أن أعرفها منذ شرعت في الكتابة… كتب هذا الرجل يقول:
عندما تنشر شيئا ما، سوف لن يكون لك بعدها، أتعرف لماذا.. لأنه صادق، ويخرج من الروح !

قرأت ذلك بتمعن، وكتبت: شكرا!

ثم أطبقت غطاء اللابتوب، وأنا أتوقع أن يكتب على نافذة التشات: ألو. ألو. ألو…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى