عن فيلم الحارة
عمان / الأردن ــ
عن فيلم الحارة.. الدراما انعكاس للواقع، هذا صحيح، ويمكن من خلالها معالجة السلبيات لإنتاج حالة من الإيجابية. جميعنا يتفق على ذلك، لكن إن صورت الدراما بشكل مجتزأ انتقائي فإنها تسقط غايتها.
فيلم الحارة عابر كما غيره يراه البعض متقن اشعل حوارات وانتقادات واسعة لكونه تضمن استخدام ألفاظ سوقية – نابية – في احداثة، البعض يراها خارجه من عمق الواقع فيما يراها البعض الآخر اساءة لحقيقة ” طهرانية المجتمع ” وأخلاقياته.
المجتمع ليس طاهراً لكنه كذلك ليس منحلاً.
المحزن في الامر ان البعض من كبار الفنانين والمخرجين قالوا أن الفيلم متقن وأن السيناريو ممتاز، مع أن السيناريو ضعيف والبناء الدرامي للشخصيات بسيط جدا ومهزوز، كما أن التصوير والانتقال بين المشاهد فوضوي.
المضحك في الأمر مثلا أن بطل العمل ” الأزعر ” تعايش مع الدور بعد عرض الفلم، هذا ظهر واضحا في اجابته على تساؤلات الاعلام، اذ دعى المجتمع – الجمهور – الى عدم الفلسفة.
الفنان هنا عدو نفسه، متسرع في الرد كما في تقمص الشخصيات، سيما وأن الفنان في ميزان الفن متواضع بأدواته لا يملك القدرة لتشكيل قيمة فنية كأياد نصار مثلا في السينما المصرية، كما أن نبرة صوته وملامحه لا تخدمه، لذا هو يصر على اعتماد الصف الثاني في الدراما للخوض بها دون ان يتقدم، وهذا عمليا ينطبق على الدراما الاردنية فهو لم يصل لقامة روحي الصفدي او زهير النوباني” الشرير ” أو المرحوم ياسر المصري في محاكاته لدراما الواقع.
الغريب في الدراما الاردنية انها تحاول معالجة الهوامش الثانوية لا الأساسيات، هل يجرؤ الفنان الهمام على تصوير فلم ينتقد ادارة الدولة او فساد المسؤول او عن تجار المخدرات او الاسلحة او تجار الاستثمارات او عن سيطرة البنوك والجمعيات الأجنبية – الامتيازات – على الداخل الأردني، هل يقدر على كتابة سيناريو يظهر حقيقة ” الهوية الأردنية والتاريخ والجغرافيا ” وما يجري اردنيا فيما يتعلق بالقدس وبقايا الضفة الغربية، أليس هذا واقع يعيشه الأردني بكل تفصيلاته يمكن أن يعالج درامياً في دولة مستباحة !
ملاحظة عابرة: الاطلالة عبر منصات البث الدولية مثل ” نتفليكس ” لا يعني ” العالمية ” او الابداع او التميز، كما ان العمل في الدراما المصرية او العربية لا يعني ان الفنان عبقري ومبدع، القصة غالبًا تعتمد على العلاقات.
أقسم لو عرض الفيلم والدور على الفنان روحي الصفدي او زهير النوباني او إياد نصار لرفضه.