تأخرت لأكتب عنه .. فقوس قزح قد زين قبة البيت الأبيض الأميركي منذ أكثر من شهر … ولكنني كنت مشغولة ، على ما يبدو ، بالبحث عن بقايا قوس قزح الذي بدأ يغادر بلدي ..ويسرق منه الألوان والمرح .. ويحوله الى بلد الأبيض والأسود .. بعد أن كان بلد الشمس والتنوع والفصول الأربعة .. !!
على أي حال لن أدخل في الأبيض والأسود فقد تعبت .. وسأكتفي بالحديث عن قوس قزح … عله يعيد إلي بعض التلون ولو على الورق !!
فقوس قزح الذي زين قبة البيت الأبيض بعد اقرار الكونغرس الأميركي قراراً يسمح بزواج المثليين .. بات رمزاً لتعايش مختلف الأشكال والأجناس والتنوعات البشرية .. ويبشرعن الاختلاف بكل حالاته العرقية واللونية والجنسية .. وهو شكل من أشكال العولمة التي تفصلها أميركا على قياسها وخصيصاً لها .. لتتفاخر بها ، ولتنافس بحلتها العصرية الثورية المودرن ، الحلل التقليدية والبالية في نظرها التي ترتديها أوروبا وباقي القارات القديمة … لتتصدر العالم بالحداثة والتطور والتغيير .. ولتكن بلد الحرية ، ورمزاً للعولمة واحترام الانسان كيفما كان ..!!
فعلاً هناك جهود حثيثة لتقبل الإختلاف والآخر .. واحترام الانسان في انسانيته ..
أنا كشخص أحترم وأقدر الجهود المبذولة لنشر الحرية وتحصيل حقوق الانسان واحترام الآخر .. وأحاول تقبل الاختلاف بكل أشكاله .. ومقاومة العنصرية والفوقية والاقصاء ..
وأعرف أن هناك صعوبات كبيرة نواجهها بسبب الصراع بين عاداتنا وثقافتنا وبين العولمة .. وتناقضات تعيق تقبلنا لبعض المظاهر التغيرية بسبب الموروث الديني والأخلاقي الذي تربينا عليه ..
ورغم محاولاتي للانفتاح والتقبل ..تبقى لدي الكثير من الأسئلة التي تدغدغني ..وهي :
إلى أي حد سيصل الانسان بالحرية قبل أن يتعدى على حرية الآخر والمجتمع .. ؟! وماهي الحدود التي يجب الوقوف عندها قبل أن نكسر الضوابط الأخلاقية والاجتماعية .. ؟! وما الفرق بين الحرية .. والفلتان الأخلاقي ؟؟!!
أسئلة أعتقد أن بقاءها يضع ضوابط وحدود لأي تغيير .. أعلقها على قوس قزح …الذي أتمنى أن يزين العالم .. ويلون حياتنا من جديد ..!!