هدد الكاتب السوري حسين عمر حمادة بالاستقالة من اتحاد الكتاب العرب فيما لو أعاد اتحاد الكتاب العرب الاعتبار للشاعر السوري الكبير آدونيس الذي كان اتحاد الكتاب قد فصله قبل نحو ثلاثين عاما بعد اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل، وذلك في تعليق منه على قرار اتحاد الكتاب بإعادة المفصولين إلى صفوف الاتحاد.
جاء ذلك في حوارات المنتدى الذي أطلقه اتحاد الكتاب العرب في سورية للحوار بين المثقفين السوريين الذين عادوا إلى سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد ، وقد تحدث في المنتدى الدكتور حازم النهار الذي دعا المثقفين إلى التحلي الصبر لان الهواجس الموجودة التي تشغل بال النخب الثقافية هي هواجس مشروعة ، وقال إن الوقت المتاح للحوار لايكفي لتناول قضايا العلاقة بين القومية والوطنية وتشكيل مواقف من قضايا استراتيجية تطرحها المرحلة الراهنة بعد سقوط النظام السابق .
وقد رحب أعضاء اتحاد الكتاب باستضافة الدكتور حازم النهار وقال رئيس الاتحاد الدكتور محمد الحوراني أنه وحرصاً على دور المثقّف الحقيقيّ ودوره المهمّ في المرحلة الحاليّة فإن الاتحاد يقيم هذا اللقاء تحت عنوان “المثقّف وتحدّيات بناء الدولة”،مع نهار لامتلاكه فكراً وثقافةً مختلفين عن تلك الثقافة الإقصائيّة والإلغائية التي كنا نشهدها كثيراً، مؤّكداً ضرورة القيام بمثل هذه اللقاءات بعد أن كان لدينا مشكلة سابقة كبيرة في المشهد الثقافيّ تتمثّل بالخوف من الفكر الآخر.
وعندما تحدث الدكتور النهار شدد على أهمية التفكير النّقديّ الذي هو ضدّ التفكير الإيديولوجيّ، وعلى أنّه من المهمّ أن يكون هناك رموز ثقافيّة وفنّيّة تساهم في تشكيل الروح الوطنيّة،وقال إن سورية أمام تحدّيات هائلة، وأن المثقفين معنيون ببناء السردية السوريّة الوطنيّة، إذا لا شعب لا يحتاج إلى حكاية وثقافة تبني الروح الوطنيّة عنده، كما أنّ السوريّين ليسوا بريئين من كلّ ما جرى في سورية.
وقد أثار اللقاء حوارات وتساؤلات هامة من عدد كبير من الكتاب تخللها دعوات إلى الانفتاح على الجماهير الشعبية التي تؤيد القيادة العامة للعمليات واجمع الأغلبيّة من الحضور الثقافيّ والفكريّ والأدبيّ على أنّ سورية غنيّة بشعبها ومفكّريها الذين يجب أن يكون لهم دور فاعل في إعادة تشكيل الوعي الوطنيّ، مركّزين على الحاضر والمستقبل دون الرجوع إلى الماضي.. كما جاء في تقرير نشره الاتحاد.
ومن المتوقع أن يتابع اتحاد الكتاب العرب نشاطاته على هذا الصعيد، في وقت يقترب فيه موعد مؤتمر السنوي الذي سيواجه مسؤوليات كبيرة تتعلق بتنظيم عمل الاتحاد في ضوء المستجدات الراهنة.
وكان اجتماع واسع قد حصل بين قيادة الاتحاد ومجموعة كبيرة من الكتاب وبين السيد محمود الحاج أحمد ممثل حكومة الانقاذ ، وأثمر عن نقاط تفاهم لافتة .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة