في رحيل وزير الإعلام الأسبق أحمد الحسن : ماذا قالت الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي في مطعم التلال ؟
عماد نداف

كلفني الصديق المهندس معن حيدر في تموز 2004، وكان مديراً عاما للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بإنجاز فيلم عن زيارة المطربة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي النادرة لدمشق، عندما غنت في دار الأوبرا وأثارت ضجة كبيرة وقتها، وتم تكليف الصديق سمير معقد بالإخراج
ومن أجل إنجاز الفيلم بسرعة، زرتها في جناحها في فندق الميرديان، وتحادثنا قليلاً، وكانت السيدة ماريا ديب (أم عمار) تجري معها حواراً متلفزاً بوجود الأستاذ سعد القاسم مدير الفضائية السورية ، وبعد جلسة قصيرة اتفقت معها على طبيعة فكرتي عن الفيلم الذي يفترض أن يجري تصويره في دمشق قبل انتهاء زيارتها.
وبالفعل قمت بتصوير الفيلم في أكثر من مكان، وخاصة في الجامع الأموي ودير صيدنايا وبعض الأسواق، وأجابت على أسئلتي بحماسة وسعادة كشهادات أوردتُها في سياق الفيلم الذي لم تتجاوز مدته عشرين دقيقة (موجود في أرشيف التلفزيون).
بعد التصوير دعانا السيد أحمد الحسن وزير الإعلام الأسبق إلى مطعم التلال في صيدنايا لتناول العشاء ، وكانت الطاولات تغص بالضيوف، وجلست أنا مع زملاء لي على طاولة بعيدة عن طاولة الوزير التي انضمت إليها السيدة ماجدة الرومي ومديرة أعمالها والمدير العام ومدير الفضائية وآخرون..
فجأة سمعت من يناديني لأنتقل إلى طاولة الوزير ، فنهضت وأنا أردد خير إن شاء الله !
وصلت إلى الطاولة ووقفت بجوارها، طلب مني الوزير الجلوس إلى جانبه ، فجلست ، فقالت السيدة ماجدة الرومي: يا أستاذ عماد، أنا شكرت السيد الوزير على أنني تعرفت على أفضل صحفي سوري هو أنت، وحكت له كيف صورتُ الفيلم وكيف طرحتُ عليها أسئلة أعادت الروح إليها كما قالت ..
وأثني الوزير الحسن عليّ ، ولم أعرف تفاصيل ما حصل، لكن مديرة أعمال ماجدة الرومي عرضت علي استلام مكتب محطة LBC في سورية ، وأخبرتني بأنها مسؤولة في تلك المحطة الشهيرة ، ومن الطبيعي أن أشعر بالسعادة لهذه المفاجآت ، لكني أجبت بالحرف الواحد :
ــ شكرا على هذه الثقة، ولكني لا أستطيع أن أترك العمل في التلفزيون العربي السوري.
أعطتني بطاقة خاصة باسمها دوّنت عليها رقم هاتفها في بيروت، وقالت : نحن جاهزون عندما تتخذ القرار.
وتناولنا العشاء وانتهت السهرة ، وظل هاجسي أن أعرف ما الذي حصل، وفي أي سياق أوردت السيدة ماجدة الرومي هذا المديح، وعرفت أنها شكرته على دعوتها إلى سورية وعلى إنجاز الفيلم التسجيلي عنها ، وإنها وجدت نفسها في سعادة بالغة أثناء تصوير الفيلم في مختلف الأماكن التي زارتها ، وقالت بالحرف الواحد : وأنا ياسيادة الوزير أشكركم على تعرفي على أفضل صحفي سوري هو الذي قام بإنجاز الفيلم وطرح الأسئلة علي، فسألها الوزير : ومن هو هذا الصحفي ، فأجابت : عماد نداف .
وهنا التفت الوزير إلى المدير العام ، وسأله : أين هو عماد نداف لماذا لايجلس معنا، دعوني أتعرف عليه.
تلك كانت أول مرة أتعرف فيها على الوزير الحسن، الذي منع تقديم المشروبات الروحية في تلك السهرة، وبعد أسابيع التقيته وهو يدخل مبنى التلفزيون فصافحني، وهمس لي: أنا أثق بكم في تطوير العمل في التلفزيون. فأجبته : بوجودكم سننجح سعادة الوزير. وكان رده : لا . أنتم تفهمون بالإعلام أكثر مني!
هذا هو الوزير الإنسان أحمد الحسن الذي رحل قبل أيام تاركاً سمعته الطيبة وشخصيته المحبوبة وتواضعه الكبير. رحم الله أحمد الحسن الذي ظل يزورنا في اتحاد الكتاب العرب بين فترة وأخرى، ويجلس صامتا يصغي إلى حواراتنا باحترام وود.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر