الزوج الصامت أو الكتوم هو الشخص الذي لا يتحدث إلا قليلاً ولا يرد إلا باقتضاب شديد، ولا يعبّر عن مشاعره وأحاسيسه بسهولة، وهذه مشكلة من المشاكل التي تواجهها الزوجة في حياتها الزوجية، فتبذل مجهوداً كبيراً يتضاعف مع الأيام لحثه على الكلام لكنه يزداد إبتعاداً وصمتاً، ولا تعرف كيف تتصرف مع هذا النوع من الأزواج، بالسياق التالي سيدتي التقت إستشاري العلاقات الأسرية هناء شاكر لتخبرك نصائح للتعامل مع الزوج الصامت أو الكتوم.
الرجل بطبيعته يقدم الأفعال أكثر من الكلام
تقول إستشاري العلاقات الأسرية هناء شاكر. لسيدتي : “لا شك أن الزواج علاقة إنسانية قائمة على الثقة المتبادلة والحوار الدائم بين الزوجين. وتعاني الكثير من الزوجات من صمت أزواجهن الدائم وقلة الكلام، والتحدث بعبارات مقتضبة وقصيرة. فربما يكتفي بالإيماءات وهز رأسه، قبولاً أو رفضاً. ولا شك أن الرجل بطبيعته لا يجيد التعبير عما بداخله عن طريق الكلام. فهو يفعل أكثر مما يتكلم ولا يعير للكلام والحديث مع الزوجة أي إهتمام. على عكس زوجته التي تجيد التعبير عما بداخلها بوضوح. فهذا قد يشعرها بالغموض الشديد من عدم رغبته في مشاركتها أي من أحداثه اليومية أوالمشكلات التي قد تواجهه. وقد تكون هذه المشكلة سبباً لحدوث الجفاف العاطفي والتباعد لكل منهما عن الآخر”.
صفات الزوج الصامت والكتوم
الفتور والتجاهل للزوجة
يعتبر الإهمال والفتور والتجاهل من الزوج الصامت أو الكتوم في الحياة الزوجية من أصعب الأمور التي تواجهها الزوجة وخاصة فيما يتعلق بتفاصيل أحداث يومه والأشخاص المحيطين به، فهو يفضل أن يبقي تفاصيل حياته بداخله، بالتأكيد يؤثر هذا الأمر بشكل بالغ في حالتها النفسية، ويمتد ليشمل جميع جوانب حياتها، ما يشكل خطراً على علاقتها بزوجها في المستقبل.
الغموض وعدم الوضوح
يميل الرجل الكتوم إلى قلة الكلام أو الصمت أغلب الأوقات، وهو لا يبوح بما يدور في ذهنه حتى إلى زوجته مهما حاولت التقرّب والتودد منه لمعرفة خباياه وأسراره، ولا يعطي معلومات كاملة أو إجابات قاطعة، بل يميل إلى الإجابات المختصرة والمبهمة متجنباً الاعتراف بالأسرار وإبقائها لنفسه.
يتجنب البوح عن الماضى
يتجنب الزوج الصامت أو الكتوم البوح عن ماضيه، فيتجنب الحديث عن شبابه أو تجاربه القديمة، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بسبب ماضيه السيء، ولكن لأنه لا يسمح للذكريات السلبية من ماضيه بالتأثير علي حياته الزوجية، وربما يكون بسبب طباع في شخصيته، التي تجعله لا يحب الحديث عن الماضي.
الزوج الصامت لا يحب مشاركة مشاعره
الرجل الكتوم لا يحب مشاركة ما بداخله من أحاسيس أو الإفصاح عن المشاعر. أو إخفائها مما يصيب الزوجة بالحيرة من أمرها، وهذا لا يعنى أنه متبلد المشاعر. لكنه قصور فى التعبير والتوصيل وكأنها حالة من البخل العاطفي.
يخفي حالته المالية
من صفات الزوج الغامض أنه يخفي ضعف حالته المالية عن زوجته، وعمله وحجم مدخراته أو دخله الشهري أو حتى أعماله الجديدة، حتى يحافظ على صورته الكاملة كزوج مسؤول عن الأسرة، ولا يظهر قليل الحيلة أمامها.
الزوج الصامت يكره التدخل في أموره
يكره الزوج الصامت أو الكتوم أن يتعرض للإستجواب والتدخل في أموره الخاصة. فينتابه الغضب والعصبية عند شعوره بأن شريكته تحاول الوصول لمعلومات هو لا يرغب في الحديث عنها.
الزوج الصامت يميل الإنغلاق والعزلة
يشعر الزوج الصامت أنه في حال أفضل عندما يكون منعزلاً عن الآخرين. لذا فيقل عدد أصدقائه، ولا تكون علاقاته مع الآخرين بأضيق الحدود. كما لا يحب هذا النوع من الأزواج أن تكون هناك حدود في علاقاته بين معارفه ومعارف زوجته، ويفضل أن ينفصل بأموره الخاصة عن زوجته، ويعمد لكتمانها عنها.
بعيد عن الرومانسية
من علامات صمت الزوج أيضاً عدم إهتمامه بالمشاعر الرومانسية، ولا يجامل زوجته أو يتغزل بها حتى في المناسبات.
نصائح للتعامل مع الزوج الصامت أو الكتوم
- تجنبي عدم إهماله. بل اهتمي به لتحسين العلاقة والتقريب بينكما، حتى يخرج من حالة الصمت المسيطرة عليه، فبادري بالسؤال عن أحداث يومه وشاركيه في حل المشكلات، والاهتمام بهواياته المفضلة.
- اعرفي سبب غموضه. فهناك الكثير من الأسباب وراء هذا الغموض، قد يكون بطبيعته إنسان غامض، لذا فكل ما عليك فعله هو التأقلم معه، وقد يكون غموضه لأنه لا يثق تماماً أنكِ ستكتمين أسراره.
- احرصي على التعبير له عن حبك بإستمرار، من خلال إرسال رسائل رومانسية له تجدد الحب بينكما وتساعد على زيادة التواصل بينك وبينه. وتجنبي الإلحاح المستمر عليه عند رغبتك في أمر ما بل اجعليه يفعل ما تريدين بكل ذكاء.
- إحرصي على عناق زوجك عند ذهابه إلى عمله مع الاهتمام به لتعزيز التواصل بينكما.
- خلق الجو المناسب للتفكير الهادئ. مع تأمين جو أسري مستقر ومريح ومحاولة الطلب بإستمرار بضرورة البوح لك عندما يشعر أن لديه الرغبة في ذلك.
- ربما قد يحتاج زوجك إلى بعض الإحتواء العاطفي، وتكونين أنتِ المقصرة في ذلك.
- يمكنك التواصل البصري معه. فستفهمين نظراته الخاصة، وستكون طويلة ومليئة بالعواطف الحارة، ستتمكنين من فهمها بسهولة ويسر دومًا وستتمكنين من كشف معانيها.
- تحدثي معه بهدوء. وعبري عن مشاعرك للزوج الصامت أو الكتوم وأخبريه برغبتك في أن تشاركيه تفاصيل حياته وأسراره الشخصية.
إذا لم تنجح كل جهودك وشعرت باليأس فاطلبي المشورة الزوجية من إستشاري أسري أو نفسي، ربما يشعر زوجك براحة أكبر عند التحدث إلى شخص.
مجلة سيدتي