لماذا يحن الرجل المتزوج لحياة العزوبية؟
الأعزب يريد الزواج ويحسد من تمكن من القيام بذلك وتكوين أسرة، و الرجل المتزوج يريد العزوبية ويحسد كل من تمكن من الإفلات من القفص والعيش حرًّا! لا أحد يرضى بما يملك، فالرجل يمضي بداية حياته وهو يعمل جاهدًا؛ كي يتمكن من الزاوج، ثم يمضي ما تبقى منها وهو يتمنى لو يتمكن من العودة إلى حياة العزوبية! البعض يظن بأن فقط من يختبر زواجًا سيئًا هو الذي يحن الى أيام العزوبية، ولكن الحال ليس كذلك، الجميع بغض النظر عما إن كانوا يملكون حياة زوجية سعيدة أو تعيسة يشعرون بالحنين لأيام العزوبية، وإن كان المعدل يختلف
و هذه طرق للقضاء على «النكد» في حياتك الزوجية:
الزواج مؤسسة
لا يتم استخدام مصطلح «مؤسسة الزواج» عبثًا. فهو كما حال أي مؤسسة يتطلب الكثير من العمل والجهود من أجل إنجاحه. فمن دون متابعة يومية. وحسم للقرارات وتوزيع للمسؤوليات وتولي حل المشكلات هذه المؤسسة يمكن أن تنهار.
البعض رغم كل ما قد يسمعونه من الرفاق المتزوجين خلال فترة عزوبتهم لكنهم لا يصدقون بأن الزواج فعلاً يتطلب جهودًا جبارة. وبأنه ليس نزهة وأزهارًا وفراشات.
حين يتزوج ويجد نفسه أمام هذا الواقع فهو بداية الأمر يتحمس؛ لأنه يريد أن يثبت لنفسه ولزوجته ولغيره بأنه يمكنه أن يتحمل المسؤولية.
ولكن لاحقًا تبدأ «الأعمال المؤسساتية» تفرض نفسها على حساب المرح والفرح والحب والسعادة. ويصبح الزواج منهكًا. وبالتالي يجد المرء نفسه يحن لأيام كان همه اليومي هو لون ملابسه ونوعية طعام الغداء والعشاء.
قفص ذهبي
بغض النظر عن نوعية المعدن الذي يتم استخدامه لتجميل الواقع فإن الزواج هو قفص. وواقع أنه ذهبي أو فضي أو ماسي لا يغير الصورة.
الحرية تصبح مفقودة عند الزواج. فعوض القيام بما يريد ساعة يريد سيجد مئات العوائق التي تمنعه من القيام بما يريد القيام به. ناهيك بواقع أن حريته باتت مقيدة بحرية أخرى مقيدة. ألا وهي حريتها.
بطبيعة الحال المرأة يمكنها عادة التأقلم، طوعًا أو رغمًا عنها، مع الوضع بسبب العادات أو التقاليد أو لأسباب أخرى. لكن الرجل يعاني الأمرين كي يتمكن من استيعاب هذه الفكرة، وعليه تجده يتحسر على أيام كان فيها حرًّا لا يوجد من يحاسبه أو يطالبه أو يعاتبه.
كل ما هو ممنوع مرغوب
هي طبيعة البشر. كل ما يحجب عنها لا تتمنى سواه. قد لا تكون حياته رجلاً أعزب كذانت جميلة أو رائعة. ولكنه لأنه فقدها وفقد كل ما كان يرتبط بها. فهي بشكل أو بآخر تحولت لصورة مثالية.
كل ما يتعلق بها بات حلمًا صعب المنال بالنسبة إليه. فقط لأنها لم تعد متاحة. وعليه فهو يحن إليها ويحلم بها يوميًّا. ويتمنى عودتها ولو يومًا واحدًا؛ لأنه حتى لو حاول التصرف باعتباره أعزب حاليًّا. فهو لن يتمكن لأن هناك ذلك الصوت في رأسه الذي ما ينفك يبلغه بأنه لا يمكنه القيام بهذا أو ذاك لأنه متزوج.
والدته
عندما كان أعزب كان يحصل على الحب غير المشروط من والدته.، وكانت المشكلات محصورة بملابس يرميها هنا أو هناك أو بطبق طعام لم يتناوله.
أما حاليًّا فهو بات يشعر بأنه لم يعد يحصل على الحب نفسه والمشكلات باتت مختلفة، وهو يجد نفسه في مكان عليه أن يكون الحكم بين زوجته وأمه.
هو يحن لفترة لم يكن سببًا في زعل والدته لأنه مهما كانت العلاقة جيدة بين زوجة الابن والوالدة فهناك دائمًا توتر ما. ففي النهاية هما امرأتان تتنافسان على حب رجل واحد، وكل واحدة منهما تعتبر نفسها الأولى بحبه ووقته.
زواج تعيس أو روتيني
في حال كان الزواج تعيسًا فهو لن يحن فقط لأيام العزوبية، بل سيحلم بها، وقد يحول أحلامه إلى واقع. في المقابل قد لا يكون الزواج تعيسًا، ولكنه روتيني، حياة بالحد الأدنى من المشكلات، ولكنها أشبه بجدول يتكرر.
الحلقة المفرغة هذه تجعل الرجل يشعر بالإحباط واليأس، وعليه فإن متنفسه هو أيام الشباب التي ضاعت والتي يحن إليها بشدة.
الغرور والأنا الذكورية
عندما يتزوج الرجل فهو يلتزم بحدود معينة، قد ينظر لامرأة أخرى، وقد يغازلها بشكل عابر، ولكنه لا يمكنه أن يرضي غروره ويثبت لنفسه بأنه ما زال جذابًا ويمكنه أن يحصل على أي امرأة يريد.
الحنين هذا يتضاعف إن كان الرجل المتزوج ما زال يملك مجموعة من الأصدقاء الذين لم يتزوجوا بعد. فالمنافسة بين الذكور شرسة جدًّا في هذا المجال.
بطبيعة الحال نحن لا نتحدث هنا عن الرجل الذي يتجاوز الحدود ويخون، لأن هذه النوعية أرضت غرورها ولم تعد بحاجة حتى للحنين لأيام العزوبية.
الحرية المادية
عندما يجد الرجل المتزوج نفسه ملزمًا بتبرير كل عملية شراء يقوم بها فهو بالتأكيد سيحن بشدة لأيام كان ينفق راتبه كاملاً على ملابسه أو على سيارته. لسنا نقول إن ما كان يقوم به هو منطقي، ولكنه على الأقل كان ينفق كما يحلو له.
حاليًّا هناك عشرات الأمور التي عليه أن يضعها في الحسبان وإن تجرأ وقام بعملية شراء مكلفة من دون مناقشة الأمر مع الزوجة فأبواب الجحيم ستفتح على مصراعيها.