مصر تضع حجر الأساس لقاهرة جديدة في بداية 2017
قال شريك في مشروع تطور بموجبه تشاينا فورتشن لاند ديفلوبمنت جزءا من العاصمة الإدارية الجديدة لمصر إن الشركة الصينية تتوقع وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق البالغة قيمته 20 مليار دولار بنهاية 2016 وبدء أعمال التنفيذ أوائل العام القادم.
كانت خطة مصر الطموح لتشييد مدينة جديدة تبعد 45 كيلومترا شرقي القاهرة قد تصدرت عناوين الأخبار عندما أعلنت في مارس/آذار 2015 خلال قمة في شرم الشيخ استهدفت جذب المستثمرين الأجانب الذي نأوا بأنفسهم عن البلد بعد انتفاضة 2011. وبدا أن الخطة تعطلت عندما انسحب المطور الإماراتي الذي كان يقود المشروع وهو واحد من عدة مشاريع أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل للسكان البالغ عددهم 91 مليون نسمة.
لكن شركتي إنشاءات تابعتين للحكومة الصينية هما شركة هندسة الإنشاءات الوطنية الصينية وفورتشن لاند تقدمتا للاضطلاع بدور في المشروع. وبموجب اتفاق إطاري وقع في سبتمبر/أيلول تعهدت فورتشن لاند باستثمار 20 مليار دولار على مدى عشر سنوات. يضاف ذلك إلى قرض بثلاثة مليارات دولار دبرته شركة هندسة الإنشاءات في وقت سابق هذا العام لبناء المرافق الحكومية في المدينة التي لم يقع الاختيار على اسم لها حتى الآن.
وقال هشام شتا رئيس مجلس إدارة شركة إنكوم الشريكة في المشروع متحدثا خلال قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط “هناك تباطؤ في الاقتصاد الصيني والحكومة تدفع الشركات الصناعية الغنية بالسيولة على نحو خاص للتوجه خارج الصين لكي يواصلوا النمو الذي تعودوه. “أخذت الشركة قرارا على مستوى مجلس الإدارة في أغسطس لجعل مصر أحد استثماراتها الاستراتيجية في السنوات العشر المقبلة”.
تهدف العاصمة الإدارية الجديدة إلى التغلب على زحام القاهرة وتلوثها وكان من المتوقع وفقا للتقديرات الأولية أن تتكلف 300 مليار دولار وأن تضم مطارا أكبر من مطار هيثرو في لندن وبناية أطول من برج إيفل في باريس. لكن سكان القاهرة شككوا في جدوى استبدال عاصمتهم التي يبلغ عمرها ألف عام والمطلة على النيل ليحل محلها بديل قد ينتزع الآلاف من الموظفين الحكوميين لينقلهم إلى منطقة مازالت صحراوية.
ولم تنته فورتشن لاند من مخططها الرئيسي بعد لكن شتا قال إن من المرجح أن يتضمن مصانع ومراكز تسوق ومستشفيات وجامعات على مساحة تغطي 70 كيلومترا مربعا من إجمالي 750 كيلومترا مربعا مخصصة للعاصمة الجديدة. وتتوقع الشركة المطورة أن يولد المشروع 25 ألف فرصة عمل جديدة في أول 18 شهرا وهي الفترة التي تعتزم الشركة استثمار خمسة مليارات دولار فيها و300 ألف وظيفة على مدى فترة تنفيذه البالغة عشر سنوات. كان معدل البطالة الذي في خانة العشرات أحد أسباب الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة.
مشيدة مدن
تتخصص فورتشن لاند المدرجة ببورصة شنغهاي في بناء المدن المرتكزة على صناعات محددة مثل مركز الصناعات الجوية الذي شيدته على بعد 50 كيلومترا جنوبي بكين. وقال شتا إن الشركة ستجلب شبكة مستثمريها إلى المشروع لكنه أحجم عن تحديد الشركاء أو الكشف عن تفاصيل الهكيل المالي. وقال “لديهم ثلاثة آلاف مستثمر صيني وعالمي يتحركون معهم من مدينة إلى مدينة… وهذه هي خطتهم هنا أيضا”.
“جزء من العشرين مليار دولار من أموال فورتشن لاند نفسها وجزء من المستثمرين المشاركين الذين ينتقلون معهم من مدينة إلى مدينة”.
لكنه أضاف أن فورتشن لاند تضغط أيضا لضمان حوافز حكومية قبل توقيع الاتفاق النهائي. ويشمل ذلك إعفاءات ضريبية وضمانات بتحويل العملة إلى الخارج وتسهيلات في تصاريح العمل وإجراءات مبسطة لتراخيص البناء للتأكد من قدرة المشروع على المضي قدما بسلاسة. وقال “الرئيس كان واضحا جدا بخصوص دعمهم بكل الحوافز الممكنة”.