مع نيتشيه أو ضده (1 )
ما أزال أذكر جلسة جمعتنا مع أصدقاء خاضوا نقاشاً عن الفيلسوف الألماني الشهير نيتشيه حول مقال له عن البطولة جاء فيه : ( البطل أعجز الناس عن إدراك الجمال ، فالجمال يهرب من كل إرادة عنيفة ) و قد تحول النقاش في تلك الجلسة إلى جدل طويل عنيف أيضا.
ماذا تعني حقاً هذه العبارة ؟ فالنازيون الألمان أيام ” هتلر” وافقوا على تفسير هذا القول من خلال إجتهاد و تضمين بأن المعنى الأعمق لما قاله ” نيتشيه ” أنه كان يناصر البطولة التي دعا إليها هتلر، وأن المقصود هو أن البطل الحقيقي لا يحب العنف أصلاً بل يعشق الجمال ، و أن إستخدامه للعنف أحياناً إنما يكون مرده إلى أن البطولة التي تدافع عن الجمال فعلاً أفضل من أي دافع آخر …و هكذا إحتدم النقاش في تلك الجلسة حول نيتشيه نفسه الذي قال هذا القول في أواخر حياته أي قبل موته بعشر سنوات تقريباً و بهذا المعنى يذكرنا هذا التاريخ أن نيتشيه أصلاً كان من مناصري البطولة بمعناها العام و أن عبارته هذه التي قالها قبل فقدانه عقله حين أصيب بما يشبه الجنون، و لهذا السبب كثر النقاش واحتدم إلى جدل طويل عنيف أحياناً بين أنصار النازية و أنصار الديمقراطية حول نيتشيه نفسه أنه مناصر للبطولة كما زعم النازيون و أخرون زعموا أنه معارض للنازية من خلال هذه العبارة…
فإلى اللقاء في الأسبوع القادم كي نتابع نقاشنا هذا ونكون منصفين حقاً في تحليل فلسفة نيتشيه الحقيقية أنه مع البطولة أو ضدها ؟