تحليلات سياسية

معارضو الداخل يحتجون، وتداول واسع لعبارة” منصة المقهورين”!

الطبخات تنضج ، ربما هكذا يعتقد المشاركون في معارضو الداخل، وربما يظنون أنهم أولى بتناول الطبق الرئيسي من الطبخة، وإلا لماذا هذا الاهتمام بمنصة موسكو والقاهرة والرياض، ويترك العالم منصة الداخل المقهورة مهجورة (كمعارضة) ؟!
وهذا النوع من الأسئلة مرده إلى حراك يتجدد كل يوم على صعيد الحرب في سورية، ومن أخطر الأفكار التي يفرزها هذا الحراك أن هناك من لايودون التعايش مع من حمل السلاح ضد الدولة، أو مع من قتل ودمر وخطف.. ومثل هذه الأصوات تخرج بشكل عام، ومن (معارضة الداخل) ايضا !!

وفي الآونة الأخيرة، وبعد انعقاد اجتماع الرياض بين المنصات، وظهور الدكتور قدري جميل في مؤتمره الصحفي الذي روى فيه تفاصيل ماجرى في هناك ، حيث نقل صراحة أن وكيل وزارة الخارجية السعودية طلب من المعارضة أن تأخذ المستجدات بعين الاعتبار، بعد ذلك بدأت الأصوات ترتفع في دمشق حيث يقول الدكتور اليان مسعد لسبوتنيك وهو الذي كان يترأس منصة حميميم ” إن ماتقوم به المعارضة السورية أو مايحدث بينها من خلافات ليس في مصلحة االقضية السورية” ومعارضة الداخل ، كما يقول الدكتور مسعد يعتبرونها ” جوكر موجود ومعروف رأيه وهو الرأي الذي سيمر ويكرر”
ويضيف : ” نحن لسنا مغيبون نحن موجودون ونتواصل مع ديمستورا ونتراسل معه ولنا إتصالات مع الحكومة الروسية عبر سفارتها في دمشق ، والحكومة السورية تقرأ مانفعل وتستمع إلى أرائنا ونرسل لها بياناتنا وتحليلاتنا ، لكن نحن مغيبون عن مساحة من الحوار في جنيف عديمة الفائدة التي لم تصل إلى أي نتيجة”

وعن اجتماع الرياض يقول الدكتور مسعد : ماحصل في الرياض هو فشل ذريع ، وكان متوقعاً ، (…) وعلى المجتمع الدولي أن يعيد النظر في القرار الأممي 2254 ويزيل هيلمة منصة الرياض لأنه أعطاها شرعية لاتستحقها ، فالشرعية هي للدولة السورية وللمجتمع الدولي ولمجلس الأمن والدول الراعية”ليس هذا فحسب، بل جرى تداول بيان على وسائل التواصل وصفحات لشخصيات محسوبة على معارضة الداخل أو منصة حميم، وفي هذا البيان الذي كتبه شريف المقت على صفحته في البداية أكثر من عتب، ربما يصل إلى احتجاج عنوانه “بيان بدون رقم صادر عن منصة المقهورين” ، وفي صيغة الاحتجاج يقول البيان : ” منصة الرياض.. والقاهرة و.. تركيا ..وروسيا .. وغيرهم من منصات المعارضة..

لن اسأل من يمثلون لأني اعلم كما يعلم الجميع ان كل اعضاء هذه المنصات اذا ارادوا حشد مسيرة مؤيدة لهم ربما يصل عدد اتباعم للخمسين شخص ومن ضمنهم عائلاتهم واقاربهم .. فلماذا تقيم الحكومة وزنا لهم وتفاوضهم على مستقبل سوريا ..نحن هنا من يجب ان تحاورنا الحكومة وتستمع الينا .”ويعكس هذا البيان موجة الاحتجاج التي برزت على مواقع التواصل حول عودة بعض المعارضين ، بل إن العبارات التي يختزلها تذكرنا بتعليقات تواردت على صفحات التواصل في الآونة الأخيرة، ومن بينها :

” نحن من ودعنا اولادنا وارسلناهم للخدمة العسكرية وانتظرنا عودتهم ليكملوا دراستهم او نزوجهم فزفيناهم شهداء ، نحن من حمل النعوش وشيع الشهداء.. نحن الذين حرقت قلوبنا امهات الشهداء وهن يحملن نعوش أبنائهن .. نحن من تمسكنا .بالعلم والدستور والقانون ..نحن من تابعنا اعمالنا ..وابقينا على الحياة في هذا البلد
نحن من هدمت بيوتنا..وسرقت ارزاقنا.. وهجرنا ..وجعنا..وخطف احبتنا..ودفعنا دية اقاربنا .. وحوربنا بلقمة ابنائنا ولم يستجب لندائاتنا قريب اوبعد ..لم تمولنا دولة
لم نأخذ سلة مساعدة ..لم نتآمر على بلدنا..لم نحمل سلاح..حتى لم نرتكب مخالفة مرورية ..إلخ”
وتتجمع كل هذه الصفات بعبارة منصة المقهورين ، فهل تفتح هذه الاحتجاجات على الأسئلة الكبرى عن شكل الحل القادم، ومن سيشارك فيه، وكيف سيجتمع الجميع على طاولة واحدة تحت أي برنامج كان ؟!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى