من يسيء إلى الأرض أكثر ؟
من يسيء إلى الأرض أكثر ؟… ما أخطر المشهد الذي يهدد محتواه العالم أجمع في هذه الأيام ..!
لنشاهد مثلا وحوش الغابات التي يهاجم القوي منها الضعيف إذا كان جائعا حتى إذا انتصر الأقوى هدأ المشهد و بدت الوحوش المكشرة و قد أكلت ما يسد جوعها هادئة مسترخية ..و هكذا الأسماك الضخمة تنقض على الأسماك الصغيرة إذا جاعت ثم ترقد .. إلا الإنسان فهو لا يوقف نشاطه ضد الحيوانات و النباتات إذ تتحول مساعيه إلى نوع تجاري رابح من خلال بيعه الأشجار أو الحيوانات التي سيطر عليها .. فمن هو الذي يؤذي الأرض التي نعيش عليها أكثر من الإنسان فما عساه هذا الكوكب الجميل الكريم الذي ننعم كبشر في الحياة فوقه ، ما عساه يصع كي ينقذ نفسه من الأخطار المؤذية و التي تقودها و تصنعها هذه المخلوقات التي نسميها ” البشر” ؟!.. و كأن البشر وحدهم و خاصة بعد هجوم الأوبئة لهم الذين يمارسون أكثر من أي مخلوق آخر الخراب لهذا الكوكب المسكين الذي تهدده حضارة البشر !
ماذا يعني كل هذا ؟..هل ستتحول الأرض إلى كوكب من الصخور و الرمال و النفايات الوسخة أخيرا كي تغدو خاوية من الحياة مثل باقي الكواكب التي تدور حول الشمس ؟..و من هو المسؤول الأساسي عن كل هذا الخراب سوى الإنسان نفسه وهو الكائن الأذكى والأعقل بقدر ما هو الأقسى و الأعنف في تعامله مع الطبيعة التي يخربها البشر أعمق فأفدح فأخطر..
أليس الإنسان كما يبدو هو الوحش الحقيقي الذي يفترس الأرض و ليست هي الحيوانات المسكينة التي يقضي عليها الإنسان جيلا بعد جيل !!
وداعا أيتها العصافير والأغنام والأسماك والأشجار .. إن “فيروس كورونا ” كما يبدو يدافع من خلال هجومه الساحق على البشرية جمعاء !..و يالها من نهاية مفجعة لكل أشكال التقدم التي خيل لنا نحن البشر أننا المنقذون للأرض و هم ليسيؤون إليها أكثر من كل الأوبئة التي تهاجم البشر كي تنقذ الأرض من مخالبهم التقدمية شكلا و الشريرة أعمق و أكثر من أي مخلوق آخر!..