جلست في منزلي صباحا في غرفة المكتب اعمل على جهاز الحاسوب خاصتي .. لأجدني اسمع صوت صباح فخري ، من اشهر المطربين السوريين باداء القدود الحلبية الفلكلور السوري العريق والخاص بمدينة حلب ، يصدح صوته في المنزل. صفنت .. ركزت السمع .. اقتربت من اللابتوت .. من الموبايل .. لم يكن صوت الاغاني قادما من طرفي ولا من حهتي !!! استغربت كثيرا ما سمعت .. انا في منتصف اميركا ابعد ما يكون عن ان اسمع قدودا حلبية حاليا ..!!! من اين جاء هذا الصوت؟؟؟ لا احد في المنزل غيري انا وابنتي الصغيرة في غرفتها .. الصغيرة يعني ٢٠ عاما !!
قلت لنفسي حسنا من الممكن ان ابنتي تشاهد فيديو قصير على جهازها ومرت الأغنية معها .. ولكن ظل صباح فخري يصدح اغنية بعد اخرى وابنتي تغني معه !!! يا للعجب ضحكت في سري .. ابنتي الشابة في منتصف اميركا تغني مع صباح فخري .. بالتأكيد زوجي و انا نستمع إلى اغاني القدود العريقة ونستمتع بها ونتمايل عليها .. لكن ابنتي الصغرى تغني مع صباح فخري الاغاني الصعبة في منتصف اميركا !!!!؟؟ لم اتوقع صراحه .. تفاجأت استغربت .. وسعدت ..
عندما يكون جذرنا قويا و ضاربا في الارض .. حضارتنا عريقة .. وثقافتنا عميقة .. تتغلغل الى اولادنا ويكتسبوها منا فيشعروا بحلاوتها وبيتذوقوا الموسيقى والادب والفن .
والاهم يتفاخروا بها .. فنحن شعب ضارب بالحضارة والغنى الثقافي .. شعب تشرب تراكم اكثر من سبعة ألاف سنة من تعاقب الحضارات والثقافات … حجارتنا تحكي .. شعور ممتع عندما تدرك انك قادم من هذا العمق وينتقل هذا الشعور الى أولادك ، الذين يكتسبوه بطريقة حلوة تجمع بين سحر الشرق بالغرب .. !! الفخر بأصولنا هو قوة .. أن نعلمها لأولادنا هو رقي .. ونتفاخر بها هي ثقة .. وبلادنا تستحق دوما أن نقدر فضلها علينا ..
بوابة الشرق الأوسط الجديدة