و ماذا بعد ؟!
ماذا بعد
كيف نفسر أفراحنا برأس السنة الجديدة مع أن عاماً كاملاً قد زال من حياتنا ، و أن الأحداث القاسية المريعة ما تزال تتعاقب في هجومها علينا في هذه الأيام ؟!
خذوا مثلاً تطور فيروس كورونا بعد مرور ما يقارب العام و هو يفتك بأرواح البشرفي كرتنا الأرضية جمعاء يتحول إلى سلالة جديدة أشرس وأقوى ، وها هي أخباره تفيد بأن عدد الإصابات والوفيات تتزايد وعلى الأخص في الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، والبرازيل ، وبريطانيا وفرنسا وغيرها في آسيا وإفريقيا وأستراليا ، فإلى متى سيستمر هذا الصراع المميت بين البشر وفيروسات كورونا المتوحشة وهو يتفاقم أخطر فأخطر…
و هذه ظاهرة مخيفة حقاً حين نرى أن موجة غلاء الأسعار في جميع البلدان وخاصة في الدول المتخلفة مثل سوريا ولبنان ومعظم دول الشرق الأدنى والأوسط والإفريقي ، ففي بلادنا مثلاً تكتسح موجة الغلاء جميع مرافق الحياة اليومية فرواتب الموظفين مثلاً لا تلبي إطلاقا قدرتهم على شراء مواد المعيشة اليومية فكيف إذا لاحظنا أسعار بيع و شراء المساكن أو إستئجارها و قد غدت مبالغ خيالية بملايين الليرات السورية وملياراتها أحياناً فما عسى الموظفين و المتقاعدين يصنعون في هذه المعركة الطاحنة ضد السكن والجوع والصحة العامة وقد تزايدت أسعار الدواء أيضا …
و هذه القوافل من السيارات العامة والخاصة الممتدة حيال محطات الوقود من البنزين و المازوت الذي إختفى مؤخراً من تللك المحطات كم ساعة تنتظر السيارة دورها في النهار كما في الليل .. و يالخيبة هذا السائق أو ذاك إذ يقال له إنتهى البنزين وقد وصل إلى المحطة بعد زحف متواصل إستمر أكثر من ثلاث إلى أربع ساعات أو أكثر من الزحف البطيئ والإنتظار العقيم فماذا نصنع لتلافي البرد القارس في هذا الشتاء القطبي في برودته وصقيعه حين تغدو أوقات توزيع الكهرباء ساعتين مقابل أربع ساعات إطفاء؟؟!
كيف نفرح حقا بعد كل هذه المتاعب ؟.. و يلاه!..
إن الحياة كلها على سطح الأرض تتحول شيئاً فشيئاً إلى كارثة عالمية كبرى تنذر بتحول كوكب الأرض إلى كوكب خامد ميت مثل الكواكب الميتة الأخرى التي تدورحول الشمس فإلى أين المفر يا سكان الأرض الخصبة و قد ماتت أخيرا مثل باقي هذه الكواكب !.