هل الجمال نقمة على المرأة ؟

هل من الممكن ان يكون الجمال نقمة على المرأة بدلا من ان يكون نعمة عليها؟ وبالتالي سيكون سعيها الدائم خلف الجمال السبب في تدمير حياتها و تعاستها؟

خلقت المرأة وفيها صفات الجمال حاضرة و بارزة إلا أننا لا نكاد نجد امرأة إلا وتملك هوسا بالجمال و ترغب بأن تصبح أجمل مع كل تبدل بمقاييس الجمال، بل وأجمل مما هي عليه، فالمرأة على مر العصور كانت تقدس الجمال و تعطيه كل ما لديها من جهد ووقت ومنذ قرون سعت لتكون الأكثر جمالا و أناقة بين قريناتها ووصل حد التنافس إلى إنشاء مسابقات لاختيار السيدة الأجمل فهي تتلقى منذ نعومة أظافرها أدوات المكياج او الإكسسوار و ربطات الشعر كأول هدية بعد الألعاب، وهذه الأشياء تعرف انها ستكون من خلالها جميلة المظهر بارتدائها!

ومقاييس الجمال نسبية، لأن أذواق الناس للجمال مختلفة و هي تختلف من فترة لأخرى ومن منطقة لمنطقة، فكل لديه معيار معين ينظر به للجمال لكن هناك تفاصيل متفق عليها تزيد من نسبة الجمال من بينها : امتلاك المرأة للرموش الطويلة وتعتبرهذه سمة جمالية تضيف رونقا خاصا لجمال عيونها, كذلك الحواجب المرسومة بغض النظر عن طريقة الرسمة فهي تعطي الوجه بريقا خاصا, إلى شكل الأنف أو الفم وحتى وجود الغمازات في الوجه او الذقن إلى فتحة العين و طول و كثافة الشعر و لونه و طول قامتها و امتلاء جسدها كل هذا يعتبر من اساسيات الجمال لدى المرأة و مهما اختلفت السمات الجمالية لديها و تعددت فهي تحظى بإحدى او معظم هذه السمات فلا يوجد امرأة ليست جميلة بطبيعة الحال و كل سيدة لديها الجمال الخاص بها .

و مع مرور الأيام ازداد بحث المرأة عن درجة الكمال بالجمال و ازدادت رغبتها بتحقيق ذلك، فالملابس الانيقة المعاصرة الجميلة و مساحيق التجميل و قصات الشعر لم تعد تكفيها بل تعدت ذلك إلى الرغبة بتغيير شكل من أشكال وجهها أو جسمها كرسم حاجبيها او فمها بالتاتو او الخضوع لعمليات لتغيير شكل انفها , او استخدام الابر لتكبير شفتيها و حقن وجهها لإخفاء الخطوط العمرية و إزالة التجاعيد بإبر البوتوكس .

وعند الدخول لصالونات الحلاقة او مراكز التجميل نجدها تغص بالفتيات و السيدات من سن 16 تقريبافما فوق و كل واحدة منهن تحاول جاهدة الخروج من المركز بمنظر فائق الجمال يتماشى مع الموضة التي تصبح بعض الأحيان خارجة عن المألوف ولذلك صرنا الآن نجد ألوان شعر غريبة لم نشهدها قبلا كالبنفسجي أو الوردي او الفضي و الفتيات يسارعن للحصول على هذه الألوان مع قصات شعر تجعلهن من رواد هذه الموضة العصرية, هذا بالإضافة لسعيهن وراء تكبير الخدود و الشفاه او التاتو للحواجب ليبدون بمظهر جذاب أكثر دون النظر الي التكاليف المرتفعة ..

ويأتي هذا السلوك أحيانا من اجل الحصول على الكمالية في شكلها و إرضاء ذاتها و اقناع نفسها بانها جميلة تشبه نجوم السينما و المطربات , دون الاكتراث الى ان هذا التاتو و النفخ او قصة الشعر ولونه لا يتناسب مع شكل وجهها ولون بشرتها. و دائما المستفيد الأبرز من هذا كله هم خبراء و أطباء التجميل الذين اصبحوا يطلبون ارقام خيالية لقيامهم بهذه العمليات مع اسداء النصائح للفتيات بان هذه هي الموضة العصرية و ان هذا سيلائم وجهها و يجعلها اكثر جمالا و اكثر سعادة .

إن الإقبال على عمليات التجميل فاق كل التوقعات و أصبح التجميل هاجس كل فتاة , لكن رغم هذا التعب و الجهد و تحمل الألم الذي يصاحب هذه العمليات و الحقن إلا أن النتائج لا تكون دائما مرضية بل على العكس قد تعود بنتيجة كارثية لايمكن إصلاحها , فالسيدة تأتي الى مركز التجميل مصطحبة معها صورة لمطربة او مغنية معينة قامت بعدة عمليات للتجميل و تطلب من الطبيب المختص نفس الأنف أو الفم أو الخدود دون الاكتراث الى ان هذه التعديلات قد لا يتناسب مع شكل وجهها و استدارته وطوله مما يجعل النتيجة تأتي بشكل معكوس لما هي متوقعة بالحصول عليه وسيجعل اصلاح الخطأ أمراً غاية في الصعوبة .

إن صراع المرأة مع الجمال صراع ازلي، تبدأه الأنثى عادة منذ المراهقة ويستمر إلى مرحلة الكهولة فهي و الجمال كلمتان مرتبطتان وحينما يذكر الجمال يتبادر الى أذهاننا المرأة فالجمال و المرأة مكملان لبعضهما البعض.

وعندما تقف امام مرآتها فإنها تبحث عن التفاصيل التي لا تحبها بوجهها او جسدها وتحاول التخلص منها لتصل للكمال المنشود فهي لن تجعل من عمرها الزمني او تعب الأيام و مشاقها عائقاً يقف أمامها لمنية معينة. وبعد عصر الانفتاح و دخول النت الى كل منزل و انتشار أسرار وطرق التجميل و العناية بالبشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد هناك من شيئ يقف أمام وصولها للجمالية التي تحلم بها وحتى ان لم تكن بعمليات التجميل، فالسيدة ذاتها أصبحت خبيرة تجميل وصار بإمكانها يوميا قبل خروجها أن تكون بصالونها التجميلي الخاص ذلك عن طريق استخدام كريمات و نحت الوجه بالمكياج بطريقة معينة لتحصل منها على النتائج التي تتمناها و ترضيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى