رحيل فيدل كاسترو

توفي، مساء الجمعة، زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو في العاصمة الكوبية هافانا عن عمر تسعين عاماً.

ونعاه شقيقه الرئيس الكوبي راوول كاسترو عبر التّلفزيون الوطني قائلاً “توفّي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة العاشرة والدّقيقة التاسعة والعشرين هذا المساء”، ومشيراً إلى أنّ جثمان كاسترو سيُحرق بناءً على رغبته.

وأعلنت السّلطات الكوبيّة الحداد الوطني لتسعة أيام، موضحةً أنّ الجنازة ستتمّ في 4 كانون الأوّل المقبل في سانتياغو دي كوبا.

وذكر مجلس الدّولة، في بيان، أنّ “كلّ الأنشطة والعروض العامّة ستتوقّف” بشكلٍ خاص وسيتمّ تنكيس الأعلام فوق المباني الرّسميّة والمنشآت العسكريّة، موضحاً أنّ رماد كاسترو سيجوب البلاد على مدى أربعة أيّام.

ونعا عددٌ كبيرٌ من زعماء العالم الحاليّين والسّابقين الزّعيم الكوبي الرّاحل، على رأسهم آخر زعيم للاتّحاد السّوفياتي ميخائيل غورباتشوف، والّذي كان لفترةٍ طويلة سنداً اقتصاديّاً وسياسيّاً لكوبا، قائلاً “دعم فيدل بلاده في وقت الحصار الأميركيّ الشّرس وفي وقتٍ من الضّغوط الكبيرة عليه”.

وأضاف “قاد بلاده إلى طريق الاكتفاء الذّاتي والتّنمية المستقلّة.”

وقدّم الرّئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه بالزعيم الكوبي الراحل قائلاً “فيدل كاسترو سيبقى رمزاً لحقبةٍ كاملة في تاريخ البشريّة الحديث”.

كما اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنّ كاسترو هو “جسد الثورة الكوبية بآمالها وخيباتها”، مطالباً “برفع الحظر الّذي يعاقب كوبا بشكلٍ نهائيّ عنها”.

وقال البابا فرنسيس إنّ وفاة كاسترو “نبأٌ حزين”، مشيراً إلى أنّه يصلّي من أجل أن يرقد (كاسترو) بسلام.

وأثنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على الأهمية التاريخية للزعيم الكوبي، مؤكّدةً أنّ علاقات الاتّحاد مع كوبا ستستمرّ في التحسن.

أما الرئيس الأميركيّ المنتخب دونالد ترامب فغرّد، عبر موقع التّواصل الاجتماعيّ “تويتر”، قائلاً “مات فيدل كاسترو”!.

وأرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقية تعزية إلى السّلطات الكوبيّة اعتبر فيها أنّ كاسترو “كان مدافعاً صلباً عن قضايا وطنه وشعبه وعن قضايا الحق والعدل في العالم.”

وبوفاة فيدل كاسترو يغيب واحدٌ من آخر العمالقة السياسيين في القرن العشرين. نجا الزّعيم الكوبي من أكثر من 600 محاولة اغتيال، كما تحدّى 11 رئيساً أميركيّاً وواكب أكثر من نصف قرنٍ من التّاريخ.

كُتب فيه الكثير، على رأسهم صديقه الكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا في العام 2008، والّذي وصفه قائلاً “صبرٌ لا يقهر. انضباطٌ حديدي. قوّة المخيّلة تسمح له بقهر أي طارئ”.

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى