الهواتف الذكية تراهن على الذكاء الاصطناعي لاستعادة بريقها
الهواتف الذكية تراهن على الذكاء الاصطناعي لاستعادة بريقها….بعدما أصبحت مملة وبلا تغييرات كبيرة، الأجهزة الأكثر رواجا في العالم تتجدد بمزايا مثل الترجمة الفورية للمكالمات والتحكم في التطبيقات وحتى السيارات بالعين.
على الرغم من انخفاض مستويات مبيعات الهواتف الذكية إلى أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات، تأمل الشركات المصنّعة في أن يساهم الذكاء الاصطناعي في إنعاشها. وتسعى من خلال المعرض العالمي للهواتف المحمولة في برشلونة إلى جذب انتباه المستهلكين إلى موديلاتهم الجديدة.
ولاحظ مدير الأبحاث في شركة “سي سي إس إنسايت” بن وود في تصريح أن “الهواتف الذكية أصبحت مملة، ولم تعد مثيرة كما كانت من قبل ايضا. كما والتغييرات التي تحملها النماذج الجديدة لا تكون كبيرة جدا” أيضا.
إضافة ميزات مثيرة” على الهواتف الذكية للتشجيع على شرائها
ومع أن الكاميرات والشاشات وعمر البطارية أصبحت “أفضل قليلاً” من ذي قبل، رأى المحلّل أن على الشركات المصنعة إضافة المزيد من الميزات “المثيرة” إلى منتجاتها لتشجيع الأشخاص على شراء الهواتف الأحدث. كما وتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي “وسيلة لتحقيق ذلك”.
فهذه التكنولوجيا التي تتيح إنتاج المحتوى (من نصوص وصور وما إلى ذلك) بناء على طلب بسيط باللغة اليومية، غزت العالم سنة 2023. مما أدى إلى تسابق محموم في هذا المجال بين المجموعات التكنولوجية الكبرى.
ولم تبخل شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية العملاقة بالإمكانات اللازمة للترويج لمجموعة منتجاتها الجديدة المعززة بالذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر برشلونة للاتصالات. بعدما تمكنت “آبل” في مطلع السنة من إطاحتها من صدارة مبيعات الهواتف الذكية.
ويتناوب زوار المعرض على اختبار الميزات الجديدة لهاتفها “غالاكسي إس 24”. من خلال أربع منصات تحاكي هذا الهاتف، مزودة بشاشة تعمل باللمس. ومنها مثلاً إجراء حديث بلغة لا يتقنها المستخدم بفضل الترجمة الفورية. أو إمكان رسم دائرة على عنصر ما في أي صورة أو فيديو ومن ثم إجراء بحث عنه في “غوغل” أيضا
أما منافستها الصينية “هونور” Honor، فاستحوذت أيضاً على الاهتمام بعرضها إمكانات هاتفها الذكي الجديد “ماجيك 6 برو”. القادر في وضعية مكبّر الصوت على التحكم بسيارة.
ويتميز هذا الهاتف الذكي بتقنية تتبع العين المدعومة بالذكاء الاصطناعي. مما يتيح للمستخدمين التحكم في التطبيقات بأعينهم من دون استخدام أصابعهم.
“عصر جديد”
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الصينية جورج تشاو الذي يعمل حالياً على طرح هذه الوظيفة في السوق. إن “من الممكن تحقيق أشياء رائعة” بفضل الذكاء الاصطناعي.
يأتي تركيز الشركات المصنّعة على الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها التسويقية وسط تباطؤ في السوق. إذ بات المستهلكون يحتفظون بأجهزتهم القديمة مدة أطول. كما ويشترون موديلات جديدة بعد وقت أكبر، بسبب الافتقار إلى الابتكارات المهمة، وزيادة التضخم والمخاوف الاقتصادية أيضا.
وفي عام 2023، انخفض عدد الهواتف الذكية التي طرحت في الأسواق في محتلف أنحاء العالم بنسبة 3,2% لتبلغ 1.17 مليار وحدة، وهو أدنى مستوى منذ عشر سنوات، وفقًا لشركة “آي دي سي” الاستشارية.
كما وتوقعت “آي دي سي” انتعاشاً طفيفاً للسوق هذه السنة. ورجّحت طرح 170 مليون هاتف ذكي من الجيل الجديد سنة 2024 تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتبلغ نسبتها نحو 15 قي المئة من إجمالي الهواتف الذكية التي ستطرح في الأسواق، في مقابل 51 مليوناً عام 2023.
وتوقع المحلل في شركة “بي بي فورسايت” باولو بيسكاتوري في حديث أن “يكون ذلك ربما بداية عصر جديدة للهواتف الذكية”، مضيفا أن التحدي الذي يواجه الشركات المصنعة سيتمثل في إعلام المستهلكين بشكل أفضل بالأدوات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
كما وأضاف “لن يكون شرح مزايا الذكاء الاصطناعي والميزات الجديدة للمستخدمين أمرًا سهلاً. فليس جميع المستخدمين بالضرورة على دراية بالذكاء الاصطناعي، وقد تبرز لديهم شكوك في البداية” أيضا.
ميدل إيست أون لاين