قلق أميركي من خروج الحشد الشعبي عن سيطرة السوداني
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، عن قلق الولايات المتحدة من أن قوات الحشد الشعبي لن تطيع أوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، فيما ذكرت مصادر أن الخلافات تحتدم بين السوداني والحشد بسبب عدم تحقيق تقدم في إخراج القوات الأميركية من البلاد.
وقال ميلر في مؤتمر صحفي.”نحن قلقون من أن عناصر الحشد الشعبي لا يطيعون القائد العام للقوات المسلحة العراقية. ويشاركون في أعمال عنف وزعزعة الاستقرار في العراق وسوريا”.
وأضاف. أن “الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي. وأفراد الجيش العراقي، والمواقع التجارية تنتهك أمن العراق واقتصاده”. وتابع . “سنواصل مطالبة الحكومة العراقية بكبح جماح هذه الجهات. كما وتحميلها مسؤولية خرق القانون”.
ومنذ أواخر شهر مايو/ايار الماضي تعرضت مطاعم وشركات تحمل علامات تجارية أميركية لهجمات واعتداءات كان آخرها مساء الاثنين الماضي حيث هاجم أشخاص مطاعم في منطقة شارع فلسطين وسط بغداد، وكانت قد سبقتها هجمات على مطاعم وشركات في مناطق متفرقة من العاصمة.
القبض على أفراد الحشد الشعبي منفذي الهجمات على المطاعم الأميركية
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت، مؤخرا عن إلقاء القبض على منفذي الهجمات على مطاعم “كي.إف.سي” و”ليز” وغيرها من العلامات التجارية الأميركية. وأن قسمًا كبيرًا من هؤلاء هم من وصفتهم من المنتمين للأجهزة الأمنية. في إشارة إلى أفراد “الحشد الشعبي” باعتباره، وفق القانون، جزءًا من تلك الأجهزة.
وكشف مصدر خاص عن خلاف دائر بين رئيس الوزراء العراقي وفصائل مسلحة داخل الحشد. مشيرة إلى أن الهجمات على المطاعم الأميركية أشعلت فتيل تلك الأزمة بين الطرفين. خصوصًا بعد أن تم إلقاء القبض على عدد من منفذي تلك العمليات.
وأضاف المصدر. أن فصيل مسلح متورط باستهداف المطاعم طالب السوداني بالإفراج عن المعتقلين. إلا أن السوداني أصر على معاقبتهم تحت طائلة المادة الرابعة من قانون الإرهاب. وهذه المرة الأولى التي يلقى فيها القبض على مجموعات من فصائل مسلحة داخل الحشد وفق قانون مكافحة الإرهاب.
والواقع أن جذوة الخلاف موجودة بين الطرفي منذ فترة لكن استهداف المطاعم الأميركية أججها، حيث باتت حكومة السوداني تترنح بين ضربات الميليشيات وضربات القوات الأميركية.
في تصريحات سابقة لحكومة السوداني، أعلنت بأن لا حول لها ولا قوة أمام الميليشيات وأمام الإدارة الأميركية، حيث لا تقدم أية ضمانات لأي من الأطراف المتصارعة على الساحة العراقية سواء أثناء عملية التفاوض لخروج القوات الأميركية أو من انتقام الأخيرة من الميليشيات في حال عاودت ضرب قواعدها.
اغتيال قياديين من حزب الله من قبل الحشد الشعبي
وهذا الاعتراف جاء بعد اغتيال قياديين من حزب الله وسط بغداد. حيث لم يمض أكثر من أربع وعشرين ساعة لحديث محمد شياع السوداني رئيس الوزراء مع قناة “الحدث” أكد فيه بأن الحشد الشعبي يملك شعبية واسعة في صفوف الشعب العراقي وهو جزء من المنظومة الأمنية والقوات المسلحة وهو قائدها. ليخبره البنتاغون بأنه اغتال قياديين من حزب الله وهو أحد الفصائل التابعة للحشد الشعبي الممول من موازنة الدولة والذي يقدر تمويله بـ2.5 مليار دولار.
وكشفت مصادر عراقية عن وجود انقسام في مواقف الفصائل العراقية الحليفة لإيران بشأن استئناف العمليات العسكرية ضد المصالح والأهداف الأميركية في العراق وسورية. مع استمرار الحراك والضغط من قبل السوداني للحفاظ على الهدنة بين الفصائل والأميركيين.
وكان السوداني في زيارة إلى واشنطن في أبريل/نيسان الماضي. من دون أن تسفر مباحثاته عن أي إعلان عن إنهاء الوجود الأميركي أو تقليصه في العراق. فيما وقّع الطرفان العراقي والأميركي سلسلة اتفاقيات حملت عنوان “الشراكة الثنائية” في مجالات أمنية وعسكرية واقتصادية ومالية مختلفة أيضا.
ودخلت فصائل المقاومة العراقية هدنة مع الجانب الأميركي. إثر اغتيال القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي قبل حوالي أربعة أشهر. ولم تنفذ الفصائل العراقية أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد منذ تلك الفترة. على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خصوصاً في بغداد والأنبار وإقليم كردستان.
وتقول المصادر. أن عدم تحقيق وعود السوداني للفصائل بشأن نتائج مرضية حول الوجود الأميركي في العراق بعد زيارة الولايات المتحدة، سبّب انقساماً بالمواقف بين استئناف الهجمات أو الاستمرار بالهدنة. وتم كسر الهدنة من قبل بعض الفصائل مجدداً، كونها لمست عدم وجود أي جدية بحسم ملف إخراج الأميركيين.
ميدل إيست أون لاين