بين قوسين

وما زلنا .. !!!

جولي الياس خوري


سبع سنوات تمر وما زلنا نعيد ونكرر .. !!

كل يوم عندما افتح الفيس بوك .. يذكرني بجملة او عبارات كتبتها منذ خمس او اربع او ثلاث سنوات .. وهي تتكرر بحذافيرها .. دون اي تغيير الا بتاريخ السنة .

وأنا اقرأ كلماتي .. عباراتي .. تصيبني الدهشة لتكرار المشهد نفسه .. لتكرار الألم والقسوة .. أنسخها وألصقها كما هي واكتب تحتها تاريخا جديدا ..

بنفس القسوة والأهات .. بنفس الوجع واللوعة .. نقص وننسخ .. ونتألم ..

ومابين العبارة وتكرارها .. وبين سنة وسنة نعيش على وهم الأمل الذي قد يغير عباراتنا ويكسبها لمسة من فرح ….نعيش على أمل ان الوضع أفضل .. والحل قريب .. والسماء صافية والعصافير تزقزق .. لنعود ونكتسي بالحزن والخيبة .. ونكسي كلماتنا سواد الدخان الذي يكسو سماء بلدنا .. والذي بتنا نتنفسه مع كل صورة مؤلمة .. وخبر حزين .. وعبارات كارهة قاتلة .. تثير الأحقاد وتزيد الشرخ .. تزيد الانشقاق .. وتزيد البعد .. والضياع ..!!!

ونحن نزداد قسوة وأنانية .. ونعتاد الموت والحرب .. والآاااه ..

اقسى ما في الحرب انها تجردك من إنسانيتك ، تعريك من أخلاقك ، وتفتت انتماءك .. لتضيق بك الدنيا وتخنقك الأنانية وغريزة البقاء ..

فتجاهر بحقدك وكرهك .. وتطلب الموت لمن يختلف عنك .. وتستشرس في التعبير عن رغبتك بالانتقام والقتل والأخذ بالثأر ..

هذه هي الحرب .. تجرد الانسان من كل شيء جميل .. وتضعه في قالب الوحش ..!!

وهنا تضيع بين الحق والواجب .. وبين الدفاع عن النفس والانتقام .. وبين الانسان .. والوحش ..

فما حصل ويحصل ..وما تم قتله وتدميره .. وما يتم نشره وتسويقه.. وقوله وتهديده .. كله يساهم في تدمير النسيج السوري ، والقضاء على اي أمل في اعادة بنائه وإعماره ..

فما العمل للحفاظ على البقية الباقية من امل لوقف هذه الحرب القذرة؟؟!!

وكيف السبيل الى الحفاظ على سوريا دولة موحدة .. وكل من يستطيع يدق اسفينا في نعش أبنائها .!!!

ولا أحد يريد حلا لسوريا .. والعالم كله يتقاتل ويتقاسم المصالح ويصفي حساباته على أرضها !!؟؟

فمتى ستشرق الشمس من جديد على شعبها وأهلها ؟ وكيف ومتى ؟؟

بداية لن نستطيع أن نفعل شيئا لنحمي بلدنا وأهلنا الا اذا أوقفنا بث الكره والحقد .. ودس السم بيننا ، فمن لا يستطيع ان يغير الواقع الأليم الذي نعيشه كلنا، فليغير على الأقل كلماته وعباراته ويحملها بعض الدفء والمحبة .. أو فليصمت أفضل الف مرة من بث السموم والأحقاد التي ما زلنا ندفع ثمنها كلنا !!!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى