افتتاحية الموقع

أسئلةاستراتيجية يتجاهلها أردوغان!!

شخص لافروف الوضع الناجم عن أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا بأنه (يزعزع استقرار المنطقة) ويهدد بحرب إقليمية خطيرة. وهناك مصادر تفسر حماس أردوغان للإقدام على مثل هذه العملية، ولو بدأ من منبج وعفرين، على أنه إنتهاز الفرصة المتاحة و المزدوجة.. من جهة روسيا منصرفة كلياً إلى الحرب في أوكرانيا. ومن جهة أخرى هناك احتمالية كبيرة للإنسحاب الأمريكي من سوريا، و المرجح أن هذا الانسحاب هو السر الأساسي الذي يحرك أردوغان للقيام بهذه العملية لما يعتقده من جدواها في الانتخابات الرئاسية لإعادة تنصيبه رئيسا لولاية جديدة. هذه الحال تطرح وتتركز على أسئلة استراتيجية يبدو أن أردوغان يحب أن يتجاهلها كأي مريض يفكر حسب أوهامه او رغباته. فما هي هذه الأسئلة الحاكمة لمسار التطور في المنطقة؟؟!
‏هل صحيح ان روسيا تلتهي بالعملية العسكرية في أوكرانيا لتفرط بما حققته في سوريا ولو عن طريق الانشغال بالضروري الأوكراني؟؟! وكيف اقتنع اردوغان بمثل هذه الإمكانيات رغم أن كل الوقائع تدل على أن روسيا لن تتخلى عما حققته في سوريا في أي حال ومهما كان الثمن. ولن تتخلى عن الدفاع عن مكتسباتتها في سوريا لأنها أولوية أمن قومي لها، وأساس من أسس مجد إمبراطوري في مواجهة الغرب.
‏ألم يخطر على بال أردوغان احتمال أن يكون الانسحاب الأمريكي هدف دفع قوات قسد إلى العودة للتعاون مع الحكومة السورية متخلية ولو مرحلياً عن مشروعها الانفصالي باعتبار أن محاربة تركيا أولوية تتقدم على كل اولوياتها. وبذلك تتجمع قوات قسد تحت قيادة الحكومة وبدعم روسي وإيراني لمواجهة المغامرة الأردوغانية التي ينوي ارتكابها و التي ستؤدي به إلى حرب استنزاف مرهقة تجعله أضعف تجاه الجميع: تجاه روسيا و تجاه إيران وتجاه قسد. وخاصة تجاه سوريا المصرة على استعادة سيادتها على كامل الأرض والشعب والمؤسسات السورية.
‏أردوغان وسياسته المغامرة باتت تشكل وجع رأس لروسيا وقلق لإيران، وتهديدا لقسد، وصار عنصر تعطيل لأمريكا و سياساتها الأطلسيه، خاصة في ما ظهر منه باستغلال الحرب في أوكرانيا، ومن ابتزاز في موضوع انضمام فنلندا والسويد إلى الأطلسي. لذلك فإن روسيا تناور معه وتتحين الفرصة لتأديبه و تحجيمه بكل الطرق. كما أن أمريكا تريد إشغاله بعواقب أعماله فتدفعه إلى حرب مع سوريا وحلفائها بعد عودة قسد إليها. وهكذا وتحت شعار تحقيق (منطقة آمنة) يؤسس أردوغان لـ (منطقة متفجرة) بعض ألغامها تحت قدمه فإن تحرك تفجرت. و ترجمت قول لافروف حول زعزعة استقرار المنطقة وحول الحرب الإقليمية الخطيرة. فهل يتجنب أردوغان مثل هذه الخطورة؟؟! وهل هناك من يساعده على رفع قدمه عن ألغام شهواته بالشمال السوري؟؟! ثم أين دور وفعالية الدول العربية التي يغازلها أردوغان ويقدم لها ما تطلب لتعيد العلاقات معه؟؟! أين دور مصر والإمارات والسعودية في لجم اردوغان عن تهوره وإعلان عدوانه هذا من جديد على سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى