كتاب الموقعنوافذ

افتتاح المسرح

ـ افتتاح المسرح  إذا كنت تمشي عبر الجحيم…فامض قدماً ولا تتوقف ـ

كتبت على صفحتي (الفيس بوك) :

” أربعون دولة تستطيع أن تدمر العالم 30 مرة ، وهم قادرون على تأسيس وبناء 30 دولة مثل سورية . والأربعون هؤلاء يعجزون عن إيجاد حل للأزمة السورية؟ ”
وإذا أردنا اختصار القوة المعاصرة التي تستطيع تحطيم عقدة الأزمة، فإننا نرى لافروف وكيري، بوصفهما من اتفقا نهائياً على أن هذه الأزمة هي الوحيدة في القرن الحالي، ترشحها تفاعلاتها إلى حرب مدمرة في الشرق الأوسط . وهما من رتب، باليوم والدقيقة ، موعد افتتاح مؤتمر جنيف.
وبعيداً عن الإطالة في وصف الحدث، سأكتفي أنا بتعداد  بعض عيوب هذا المؤتمر بطريقة غير مرتبة، وبلغة غير معتمدة بشكل أساسي على العلوم السياسية ومصطلحاتها.
العيب الأول : هو ما لم يخطر على بال أحد. ألا يجتمع الوفدان في مكان واحد. وأن تتم عملية التفاوض عبر وسيط ، وألا يسلم أحد على الآخر. فيما كان، سابقاً ، ممكناً قول “غود مورنينغ” بين فاروق الشرع وأيهود باراك في لحظة جينيفية مماثلة.
إن هذا العيب البروتوكولي يشبه الجريمة التي تحدث يومياً في سورية. من حيث درجة غليان العداوة. فيما يفترض أن الوفدين جاءا لإنقاذ سورية من أكبر محنة في تاريخها.
نوع جريمة الميدان في بلادنا… يشبه نوع أخلاق وأسلوب التفاوض وكيفية إدارة الأهداف والوسائل .
العيب الثاني : السقوف العالية، ولكن المكشوفة للجميع . وهي سقوف لا تغطي الأهداف. بل تفضحها. الأمر الذي سيؤدي إلى هدر وقت من أجل الاتفاق بين الوفدين على شيء متفق عليه بين ذينك ” الرجلين” ـ أعني لافروف وكيري.
العيب الثالث: يعرف وفد المعارضة أنه لا يمثل تمثيلاً حقيقياً للسوريين البتّة ! وبالتالي لا يمكن أن يعكس الإرادة السورية ، مستنداً إلى قدرته النابعة من جمهوره في الضغط على الوفد الرسمي، وعلى الرعاة الدوليين.
العيب الرابع : الطرفان لا يعترفان، في الحقيقة، ببعضهما، في حين المطلوب، في لحظة الجلوس، هذا الاعتراف . والذي يحقق شرط التفاوض على شيء ملموس.
المعارضة أتت لتسلم السلطة ، والسلطة أتت لتعرض شراكة في السلطة. المعارضة غير قادرة على تحقيق هذا الهدف على الطاولة ، حين فشلت بتحقيقه على الأرض .
والسلطة لا تقدم شيئاً سوى عرض المشاركة الذي هو أقل من المحاصصة .
العيب الخامس:  المعارضة لا تستطيع إيقاف القتال. فعلى الأرض قوى لا تتبع لأحد. والإئتلاف لا يمون على المسلحين. وبالتالي كل اتفاق على التهدئة ووقف العنف سيكون مصيره الفشل .
العيب السادس: الأشخاص. ففي الوفدين أشخاص ذوو كفاءات محدودة في الفكر والممارسة. ولهم ماض مكشوف يمكن التشكيك ببعض صفحاته البيضاء.
العيب السابع : تزوير مقصود لجدول الأعمال، حيث كان ينبغي وضع النقاط المحددة بوضوح لتحقيقها والاتفاق عليها، وتكون قابلة للتنفيذ ، مثل الاتفاق الحقيقي على وصف الحالة السورية كلها دون تزوير حقائق ، ودون تزويغ بصائر. والاتفاق على خطوات التغيير بوضوح .
العيب الثامن: وجود مستفيدين لدى الطرفين من استمرار الصراع، مرحلة أخرى ، ينفرز فيها ميزان قوى جديد، وتكمل المجزرة أهدافها المرجوة وهي الموت الكبير المعمم للطرفين.
بهذه العيوب…
وثمة عيوب أخرى ،
من المستبعد أن يكون جنيف هذا أكثر من حفل لرفع الستار عن مسرحية بعدد غير معروف من الفصول … مسرحيه لاتبحث عن مؤلف !

 

25.01.2014

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى