كتاب الموقعنوافذ

الشطرنج بدلاً من الحرب

  …”بروفسور في علوم الكلام… لا يضيئا “

الشطرنج بدلاً من الحرب

في بساطة أنجز المخرج السوري “موفق قات” فكرة حكاية ساخرة عن الصراعات. اسم الفيلم : “حكاية مسمارية” .
جيشان من المسامير ـ إشارة إلى اللغة المسمارية ـ يلتقيان في ساحة المعركة، وكالعادة في الحروب تتناثر الأشلاء والجثث، وتتهاوى المسامير، الفرسان والمشاة ، وتتكوم صامتة. ثم ، وعبر مارش عسكري مهيب ، يأتي الجنرال الأكبر قائد المسامير من طرف جبهته، والجنرال الأكبر قائد المسامير في الطرف الآخر… ويتصافحان وهما يضحكان فوق كومة من المسامير (الجنود) المقتولين .

في الهند القديمة كان الملوك لا يحبون القتال. فإذا تنازع ملكان على موقع أو أرض في مملكة ، تلاعبا بالشطرنج، فيأخذها الغالب من غير قتال. ويقال إن هذا هو السبب في اختراع الشطرنج.
لا داعي للقول إن عصرنا، الذي اخترع ملايين الألعاب الذكية، الممكن استخدامها لتتويج ذكاء المنتصر… لايمكن له ، لعصرنا، أن يمحو لعبة الحرب! الحرب التي تتطور في المصانع لتنفذ الحروب بأجيال متطورة  من الأسلحة .
أمريكا، حديثة العهد بالحروب، لأنها إحدى اكتشافات الحروب، شنت مئة حرب، صغيرة وكبيرة، خلال القرن العشرين. ولا يمكن تصديق أي نزوع نحو السلام ـ اليوم ـ لأن للحروب غنيمتها ـ جائزتها الكبرى دوماً . فكيف نظن أن السلام ممكن، وكيف سيأتي اليوم الذي نصف فيه حرباً، ونحن واثقون… بأنها آخر الحروب ؟
عندما يأتي المتطرفون إلى السلطة، في أي مكان، يؤلفون الأوهام، وعندما تتوفر الأوهام… يستخدمونها ويخترعون فوقها. وغالباً ما تكون الأوهام مؤلفة من بقايا الانتصارات .
نموذجاً… ما تزال إسرائيل، وربما ستبقى إلى وقت طويل، ذلك النموذج الذي لا ينفع معه سوى الحروب. نعم : الحروب.

كبف نفهم التراجع عن مشروع الدولتين الذي أقره الجميع؟

كبف نفهم أن أرضاً محتلة لا يمكن إعادتها مهما كان الثمن… وهوثمن كبير يدفعه العرب : السلام والعلاقات والصداقات والربح والاعتراف…وخسارة 80% من فلسطين التاريخية.
إن تراجع إسرائيل نحو المزيد من التطرف لا يمكن حلّه لا بلعبة شطرنج ولا باحتفال جنرالين مسماريين ببقائهما على قيد الحياة.
ولكن… إذا كانت الحروب قدر هذه المنطقة بسبب إسرائيل… ألا يمكن أن تكون “هزيمة” ما قدر إسرائيل ذات يوم؟
أحد اليهود الأذكياء البصيرين قال:
“لقد بقي الشعب اليهودي على قيد الحياة بفضل الأنبياء والتوراة، وبفضل اينشتاين، وهاينه، وليس بفضل الجنرالات !”

01.06.2014

بوابة الشرق الاوسط_الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى