كتاب الموقعنوافذ

جولاندرون

جولاندرون

” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”

هذا حوار افتراضي بين مسؤول تركي ومسؤول اسرائيلي.
وهو نبوءة سوداء وردت في روايتي “إلى الأبد و…يوم” صادرة في العام 2008 .
أعتقد الآن أن تحطيم سورية، بلداً وجيشاً وسلاحاً، في هذه الحرب، سيجعل من استرداد الجولان (حرباً أو سلماً) شبه مستحيل، في المدى المنظور. وهكذا يصبح لسورية محافظتين سليبتين !
…………………………………………………………………..
“يقول التركي للإسرائيلي: حسناً فعلتم بإعادة التصويت على موضوع الجولان. حين ثبّتم قرار الضم القديم. وهذا يعطيكم فرصة عشر سنوات من المماطلة.
فيرد الإسرائيلي الضيف: المشكلة أن السوريين يعتبرون الجولان من محتويات الكرامة الشخصية. ليس الوطنية وحسب، وليس لأنه مهم كأرض وحدود وسكان .
ويقول التركي : لا تقلقوا من هذه الناحية. نحن نعرف العرب أكثر منكم، فقد حكمناهم أربعمئة سنة بالزعبرة أكثر منها بالقوة وحين غادرناهم كان هناك من يطالبنا بالبقاء صوناً لوحدة إسلام الشرق أمام صليبية الغرب.
ويسأل الإسرائيلي : كيف استطعتم أن تجعلوا السوريين ينسون (لواء) محافظة اسكندرون؟
فيجيب التركي: “ببساطة طبقنا مبادئكم، أليس بن غوريون ، مؤسس دولتكم، من قال: “الفلسطينيون ثلاثة : واحد يتقدم في السن ويموت، وثان نهجره أو نقتله، أما الثالث…فهو الذي ينسى” .
في لواء اسكندرون ، زكي الأرسوزي وجماعته من جيله ماتوا. غطفان وعدنان وسليمان من الجيل الجديد أصبحوا أتراكاً بالمصلحة وبالقوة، والبقية غادروا إلى اللاذقية وحلب ودمشق… وفي التظاهرات قطفنا عدة رؤوس حامية”.
ويستوضح الإسرائيلي: أنا أسألك عن السوريين، فيقول التركي:
“بمرور الوقت، تصبح القضية أكثر تعقيداً ونصبح أكثر قوة، وهذا ما حصل، لقد أخذتم عنا عبئاً بحروبكم معهم. ونحن بين الحين والآخر نسبب لجيراننا السوريين قلقاً: مرة من أجل نهر الفرات، ومرة بسبب الأكراد، وأحياناً الأرمن، ونرعبهم بالتحالفات (معكم اليوم) . تمتلىء أجندة السوريين بالمشاكل فيملون المطالبة بشيء أصبح ـ واقعياًـ قابلاً للنسيان.
فرنسا أعطتنا رشوة صغيرة من مناطق انتدابها، بحجم محافظة على حدودنا، لكي نبقى بعيدين عن احتمال التحالف مع ألمانيا النازية ، ألم يحدث لكم أنتم اليهود؟  كل الفرق بيننا هو توقيت الحصول على الغنيمة، نحن قبل الحرب العالمية الثانية، وأنتم بعدها بقليل!”.

ويحاور الإسرائيلي:

أخشى أن موضوع الجولان مختلف قليلاً والظروف مختلفة، ربما كان الجولان هو الرشوة التي نقدمها مجبرين للسوريين لكي يقيموا سلاماً معنا، ويرد التركي على الفور:” لا تخطىء… السلام ممكن من دون الجولان ، فليس فيه زحمة سكان يضربونكم بالحجارة كما في الخليل ونابلس والقدس ، وليس فيه ثروات ومعادن، كما أنكم أمضيتم فيه حتى الآن ثلاثين سنة هادئة تخللتها حرب واحدة كسبتم نصف نصرها.وفي حال العرب اليوم لا يمكن تكرارها. ستقول إنها قضية وطنية ومبدئية وقضية كرامة بالنسبة للسوريين، وأقول لك : بالنسبة إليهم ليست قضية حياة أو موت. كم سورياً قتل نفسه حزناً على بانياس ومسعدة وعين فيق والخشينة والحمّة والمنصورة (قرى في الجولان)؟ عصرنا عصر مصالح، والسؤال في أيامنا : كيف تتجنب المزيد من الخسائر. انظر إلى أشلاء البلقان، إلى المعزاة النووية الروسية ، إلى المتسابقين على حلف الناتو من الشيوعيين… إلى ماكدونالد في موسكو، وبلغراد، وصوفيا، وبراغ!…”.
سكت التركي معجباً بنفسه: وفجأة يرن الهاتف ويفتح عينيه دهشة وتبرقان سرورا  : ” هذا خبر الأخبار” . يلتفت إلى محدثه الإسرائيلي: ” قبضنا على أوجلان”*، وهو في طريقه إلينا.
ختم التركي حديثه قائلا :
هل أقدم لك نصيحة أخوية؟ قل لرئيس وزرائكم الوسيم والصلب إذا نجح في الانتخابات، قل له أن يتقدم إلى الكنيست بأول مشروع قرار يتضمن تغيير اسم الجولان نهائياً ليصبح…جولاندرون “* .!
—————————————————————-

جولاندرون

* زعيم حزب العمال الكردستاني
* واضح هدف الدمج بين الجولان واسكندرون .

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى