أقوال دينية مع النساء
أقوال دينية مع النساء… حرصنا أن نجمع تحت هذا العنوان الأقوال التي تتفاءل أو تتشاءم في علاقة الرجال بالنساء ضمن دينين فحسب المسيحية و الإسلام فقط مع العلم أن هناك أدياناً كثيرة غير التي إعتمدناها و إلا فإن هذا البحث سوف يحتاج إلى كتاب كامل ، فكيف إذا إعتمدنا فقط ختاما لبحثنا المسيحية و الإسلام فذلك لأن أتباع هذين الدينين يشكلان فعلا الساحتين البشريتين الأوسع في تعداد المؤمنين التابعين لهما . فلنبدأ بالمسيحية لأنها الأقدم زمنا ، و سوف نقصر بحثنا في هاتين الساحتين الواسعتين مركزين على الأناجيل الأربعة المعروفة ! إنجيل متّى فمرقص فلوقا فيوحنا تلامذة المسيح البارزين نبدأ بـ:
إنجيل متّى :
من أقوال المسيح البارزة في مسألة الزنى : ” و سمعتم أنه قيل : لا تزن !. أما أنا فأقول لكم : كل من ينظر إلى إمرأة بقصد أن يشتهيها فقد زنى بها في قلبه” و في الطلاق المصحوب بالزنى قوله : كل من طلق زوجته فليعطها وثيقة طلاق . أما أنا فأقول لكم : كل من طلق زوجته لغير علة الزنى فهو يجعلها ترتكب الزنى و من تزوج بمطلقة فهو يرتكب الزنى …
واضح هنا أن المسيح يركز على العلاقة المتينة بين الطلاق كإجراء مكروه عموما حتى ليبدو أنه محرم إلا في حالة التأكد من إرتكاب الزوجة عملا فاحشا و عندئذ يبدو أن الزواج عند المسيح عمل مقدس لا يجوز بطلاقه إلا بوقوع خطيئة الزنى .
إنجيل مرقص:
لا يذكر هذا الإنجيل مسألة الزنى و يركز على تعامل المسيح مع النساء المؤمنات به إذ يشفي بدعائه من كانت تنزف الدم بكثرة و يعيد الحياة لمن فقدت روحها و ماتت فعلا بدعائه أن تقوم كمكافأة لرئيس الجمع أب هذه البنت و بالفعل عادت إليها الحياة بقوة دعاء المسيح …
إنجيل لوقا :
يركز هذا الإنجيل على القداسة التي تعامل بها الله مع مريم الناصرية حين جعلها تحمل من دون الإتصال برجل كي تلد ابنها الذي سيعتبره الإنجيل إبن الخالق … ثم يضيف حدثين هامين مع الخاطئة التي غسلت قدمي المسيح فكافأها بغفران خطاياها ، ثم بشفاء المرأة النازفة الدم … و من خلال حوار جرى للمسيح مع المرأة المسماة “مرتا” التي جلست عند قدمي المسيح لتسمع جيدا كلمته فكافأهما متجاهلا شكواها من أختها … و في أمر الطلاق يذكر الإنجيل ما قاله يسوع : أن كل من يطلق زوجته و يتزوج بأخرى يركتب الزنى و كل من يتزوج بمطلقة من زوجها يرتكب الزنى أيضا تأكيدا لموقف المسيح الحاسم الثابت من علاقة الطلاق بالزنى .. تحريما لهما معا …
إنجيل يوحنا :
يتميز هذا الإنجيل بمواقف واضحة و صادمة في التصرفات الخاطئة و المرأة السامرية – غير اليهودية – التي تمنعت عن سقيا المسيح العطشان ثم تدخل جماعة من السامريين الذين إحترموا كثيرا موقف المسيح من المرأة السامرية في قصة طويلة متواصلة..
أما عن موقف المسيح من الزنى فيتحدث الإنجيل عن موقف المسيح من متهمة بالزنى كيف طلب ألا يعاقبها من إشتكى منها إلا إذا كان لم يرتكب الخطيئة و هكذا أنقذ المسيح المتهمة ناصحا إياها ألا تعود إلى إرتكاب أي خطيئة …مما يوضح لنا موقف المسيح الهادئ و العميق من دون إستخدام العنف برمي المتهمة بالحجارة ….
ملاحظة أخيرة :
الأناجيل تركز على مريم المجدلية في متابعتها صلب المسيح و الرفق به و دفنه ثم اكتشاف قيامته من قبره … بالرغم من أن مريم المجدلية بالذات إحتاجت إلى أن تطهر من سبعة شياطين كانت تسكنها قبل أن تغدو مؤمنة بالمسيح و مقربة منه …
( للبحث صلة حول موقف الإسلام من النساء عموما …)